نشأة
التفسير بإندونيسيا و تطوره
منقول من ملتقى أهل التفسير: كتبها الباحث المشارك: محمد حتى عبد الفتاح الإندونيسي
تاريخ التسجيل: Sat 17/03/2012, 12:58 PM / Mar 2012
فإن نشأة التفسير في إندونيسيا، تختلف عن نشأته في الجزيرة العربية، فنشأته في الجزيرة العربية نشأة ولادة وتكوين، وأما في إندونيسيا فتلقي وإضافة.
فظهور علم التفسير في إندونيسيا لا ينفصل أبدا عن دخول
الإسلام إلى هذه البقع من الأرض...
لقد بدأ أول محاولة
لتفسير القرآن الكريم بإندونيسيا بترجمة هذا الكتاب العزيز ـ الذي لا يأتيه الباطل
من بين يديه ولا من خلفه ـ ترجمة معنوية محضة باللغة الماليوية[1]
التي هي الأصل اللغة الإندونيسية.
وكان الرائد لهذه
الترجمة أحد كبار العلماء في ولاية آشي دار السلام ـ المعروف بجناح مكة ـ العالم
الكبير الشيخ عبد الرؤوف الفنصوري سنكل[2]
في القرن السابع عشر الميلادي.
وبرغم بساطة تلك
الترجمة إلا أن صاحبه يعد أول من فتح باب التفسير باللغة الإندونيسية وصاحب الفضل
فيه، مما دفع كثيرا من العلماء فيما بعد إلى الاقتضاء به في هذا العمل الجليل رغبة
منهم في تبليغ معاني القرآن الكريم وإرسال هدايته إلى المسلمين، وغير المسلمين
الذين لا يفهمون العربية، ولا يتكلمون بها.
والمعروف أن
الأغلبية الساحقة الناطقة بالماليوية مسلمون، إلا أن أكثرهم لا يفهمون لغة القرآن
الكريم، ولا يتكلمون بها، وربما في ذلك العمل الجليل مساهمة فعالة في حماية
العقيدة الإسلامية السمحة من كيد أعداء الإسلام، وفي الدفاع عن القرآن الكريم
بالكشف عن أضاليل المبشرين والمستشرقين الذين عمدوا إلى ترجمة القرآن الكريم ترجمة
حشوها بعقائد زائغة وتعاليم فاسدة، ليظهروا القرآن لمن لم يفهم لغته في صورة شنيعة
تنفر منه وتصد عنه.[3]
ومنذ ذلك الحين
تتكاثر ترجمة القرآن الكريم باللغة الإندونيسية، وتطور الترجمة إلى إضافة بعض
تفسير موجز لبعض ألفاظ القرآن الكريم، أو أحكامه على الحاشية أو وضعه علامات
"بين القوسين وغيره" من ثنايا تلك الترجمة.
وقد كثرت حركات
ترجمة معاني القرآن الكريم على هذه الطريقة، ولاسيما في هذا العصر الحديث، ويمثل
التفسير بهذه الطريقة أغلب التفاسير الموجودة حاليا.
ومن ذلك الطابع
الموجز يخطو تاريخ التفسير للقرآن الكريم بإندونيسيا خطوة أخرى إلى التقدم بصدور
عدد من التفاسير الشاملة والمتكاملة لشموله على بيان المراد من الآية، وتاريخ
نزولها وأسبابه، وأحكامها وحكمها، وعلاقتها أو مناسبتها بالآيات الأخرى بالإضافة
إلى ترجمة معانيه.
وفي الآونة الأخيرة،
صدر تفسير جديد من نوعه من التفسير الذي تعرفه المفسرون الإندونيسيون القدماء، وهو
التفسير الموضوعي للقرآن الكريم، وقد تقدم بهذه المدرسة التفسيرية الجديدة
بإندونيسيا الدكتور محمد قريش شهاب، وهو أول من حصل على أعلى الدرجة الجامعية
(الدكتوراه) في هذا الفن من منطقة جنوب شرقي آسيا في جامعة الأزهر الشريف
بالقاهرة، وسار سيره المفسرون الإندونيسيون الذين جاؤوا بعده، وكثرت الأعمال
والمؤلفات في التفسير من هذا النوع..
وهذا كله ـ وغيره ـ
الذي سيتناول الباحث في هذا الفصل، إن شاء الله سبحانه وتعالى....
أعلام التفسر بإندونيسيا وأشهر أعمالهم:
1. الشيخ عبد الرؤوف الفنصوري سنكل (ت 1693م):
صاحب "ترجمان المستفيد"، عبارة عن ترجمة معاني القرآن الكريم إلى
اللغة الملايوية، في منتصف القرن السابعة عشر الميلادي.
الشيخ عبد الرؤوف
الفنصوري سينكل، وهو أول من نشر الطريقة الشطارية إلى جانب العالم الشهير داود بن
عبد الله الفطاني الجاوي.
وتلقى سينكل العلم
والتصوف في المدينة المنورة، واتجه إلى سومطرة وجاوة وشبه جزيرة الملايو، لتكون
طريقته أسرع وأوسع انتشارا في عهده قبل اشتهار الطريقتين النقشبندية والقادرية،
فكانت أكثر الطرق أتباعا وأكثرها قياما بدور الدعوة في جنوب شرق آسيا في تلك
السنوات.
والشيخ سينكل أول
مفسر للقرآن باللغة الملايوية "ترجمان المستفيد" أو التفسير البيضاوي الشريف،
وله 28 مؤلفا في المواعظ والحديث والأديان والأنساب والفقه.[4]
تفسيره ترجمان المستفيد:
وهو عبارة عن ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الملايوية – كما قلنا –
بل إنه تعديل أو تكييف لتفسير البيضاوي، ولكنه في غالبه ترجمة حرفية لكتاب تفسير
الجلالين مع إضافات مأخوذة من تفاسير البيضاوي والخازن.
وهو تفسير معروف إلى حد كبير إذ توجد منه الآن طبعات مختلفة[5].
2. الشيخ محمد نووي الجاوي (1813 – 1897م):[6]
قال
الحاج رفيع الدين الرملي[7]:
أنه ينتمي نسبه إلى رسول الله من جهة الحسين ،
وذكر سلسلته كهكذا:
محمد ،
ومنه فاطمة الزهراء،
ومنها الحسين، ومنه علي زين العابدين[8]،
ومنه محمد باقر[9]،
ومنه جعفر الصادق (80 – 148هـ)،
ومنه العريضي، ومنه محمد النقيب، ومنه عيسى
النقيب، ومنه أحمد المهاجر إلى الله، ومنه عبيد الله، ومنه السيد علوي، ومنه السيد
محمد، ومنه السيد علوي. ومنه السيد علي خالع قاسم، ومنه
السيد صاحب مرباط، ومنه السيد علوي، ومنه
السيد أمير
عبد الملك، ومنه عبد الله عظمة خان، ومنه
السيد أحمد شاه جلال، ومنه جمال
الدين أكبر حسين، ومنه علي
نور الدين، ومنه رجا أمة
الدين عبد الله.
ومنه شريف هداية الله[10]،
ومنه حسن الدين، ومنه تاج العرش سوباراراس،
ومنه علي، ومنه علابي، ومنه عمر، ومنه الشيخ
محمد نووي.[11]
ولد
في قرية تنارة مركز تيرتياسا، مدينة سيراج، بانتن Banten سنة 1330هـ الموافق
1813م، وتعلم بها.
رحل
إلى بلاد الحجاز وهو صغير، وأخذ عن أعلام مكة المكرة في وقته أمثال: الشيخ أحمد
نحراوي، والشيخ أحد الدمياطي، والشيخ أحمد زيني دحلان ونظرائهم.[12]
وفي
المدينة المنورة أخذ عن الشيخ محمد خطيب الحنبلي، وفي مصر أخذ عن كبار علمائها في
وقته، وفي داغستان أخذ عن الشيخ يوسف الداغستاني، ثم رحل إلى بلاد الشام وأخذ عن
كبار علمائها كذلك.[13]
قال
عنه الشيخ عبد الستار الدهلوي: "أن الشيخ محمد نووي منذ أيام دراسته بمكة
المكرمة والمدينة المنورة ومصر والشام كان معروفا بتحليه بصفات التقوى والزهد
والتواضع والكرم، وكان يساعد المساكين ويزور المرضى ويشيع الجنائز وصارما لكلمة
الحق، وهو منذ صغره كان لا يأكل الحوت.[14]
وتوفي
الشيخ محمد نووي الجاوي في 25 شوال 1414هـ، الموافق 1897م عن عمر يناهز 84 سنة، في
منزله بشعب علي بمكة المكرمة، ودفن في مقبرة معلاء قرب قبر ابن حجر العسقلاني
وأسماء بنت أبي بكر الصديق، وأرشد قصير التناري البنتاني الجاوي، وعبر أهل مكة
والمدينة وإندونيسيا عن فقدهم هذه الشخصية العظيمة.[15]
تأليفه:
ألف
الشيخ محمد نووي مؤلفات كثيرة في علوم الحديث والأصول والنحو والفقه والتفسير، يرى
بعض العلماء الإندونيسيين أن مؤلفات الشيخ محمد نووي الجاوي بلغ عددها 115 مؤلف،
وبعضهم يرى أن عددها 99 مؤلف.
ومن أهم مؤلفات
الشيخ محمد نووي الجاوي نذكرها فيما يلي:
1. الثمار
اليافعة: شرح على الرياض البديعة في أصول الدين وبعض فروع الشريعة، للشيخ محمد حسب
الله.[16]
2.
تنقيح القول: شرح
لباب النقول، للعلامة جلال الدين السيوطي.[17]
3.
التوشيح: شرح فتح القريب
المجيب المسمى بالتقريب لابن قاسم الغزي.[18]
4.
نور الظلام: شرح على
المنظومة بعقيدة العوام، للسيد أحمد مرزوقي المالكي.[19]
5. مراح
لبيب التفسير المنير لمعالم التنزيل (انتهى من تأليفه ليلة الأربعاء في 5 من شهر
ربيع الآخر سنة 1305هـ).
كتابه في
التفسير:
"قد أمرني بعض
الأعزة عندي أن أكتب تفسيرا للقرآن المجيد، فترددت في ذلك زمانا طويلا خوفا من
الدخول في قوله :
[مَنْ قَالَ فِيْ القُرْآنِ بِرَأيِهِ فَأَصَابَ فَقَدْ أَخْطَأَ[20]]،
وفي قوله :
[مَنْ قَالَ فِيْ القُرْآنِ بِرَأيِه فَلْيَتَبَوَّأ مَقْعَدَه مِنَ النَارِ[21]].
فأجبتهم إلى ذلك
للإقتداء بالسلف في تدوين العلم إبقاء على الخلق وليس على فعلي مزيد ولكن لكل زمان
تجديد وليكون ذلك عونا لي وللقاصرين مثلي وأخذته من الفتوحات الإلهية، ومن مفاتيح
الغيب، ومن السراج المنير، ومن تنوير المقباس، ومن تفسير أبي السعود.
وسميته مع الموافقة
لتاريخه "مراح لبيد لكشف معنى قرآن مجيد"، وعلى الكريم الفتاح اعتمادي
وأليخ تفويضي واستنادي، والآن أشرع بحسن توفيقه وهو المعين لكل من لجأ به[22].
3. محمد صالح دارت (1820-1903م):
وهو الشيخ الحاج
محمد صالح دارت، الرائد الأول لتفسير القرآن الكريم باللغة الجاوية بالخط العربي Pegong
سنة 1310هـ.[23]
أن ترجمة معاني
القرآن الكريم بمختلف اللغات العالم حاليا ليس أمرا مستحيلا، ولكن يختلف في العقد
الثمانينات بعد 1800م، علما أن حكومة الاستعمار الهولندي حينذاك لا يمنع المسلمين
في دراسة القرآن الكريم، ويمنع ترجمته باللغات المحلية.
والشيخ الحاج محمد
صالح دارت، عالم من سيمارانج Semarang، أول من أنكر هذا المنع، ويؤلف كتب الدينية باللغة الجاوية بالخط
العربي Pegong،
وكان مؤلفاته أخذ الشهرة الكبيرة في زمنه، ويستفيد المسلمون استفادة أوسع.
وكتابه "فيض
الرحمن"، يعتبر أول تفسير لمعاني القرآن في أرخبيل إندونيسيا المكتوب بالخط
العربي، ونسخة من هذا التفسير أهداه إلى رادين آجين كارتيني[24]
RA Kartini عندما كتبت كتابها مع والي ريمبانج رادين ماس جويو
دينينغرات RM Djojodiningrat.
ولد محمد صالح دارت في كيدونج تشملونج Kedung Cemlung، جفارا Jepara سنة 1820م، ووالده الشيخ الحاج عمر، عالم وثوري، شارك في عدة
معارك ضد المستعمرين الهولنديين مع الأمير ديفونيغوروPangeran Diponegoro.
تعلم علوم الدينية
منذ طفولته من كبار العلماء وقته، فأخذ العلم من الشيخ الحاج شهيد، وهو عالم كبير
في واتورويو Waturoyo، فاتي Pati، منطقة جاوة الوسطى، ثم رحل إلى سيمارنج Semarang وأخذ العلم من كبار
علمائها منهم الشيخ الحاج صالح أسناوي قدس، والشيخ الحاج إسحاق داماران، والشيخ
الحاج أبو عبد الله محمد هادي بانجوني (المفتي بسيمارانج)، والشيخ الحاج أحمد
بافقيه باعلي، والشيخ الحاج عبد الغني بيما.
ثم ارتحل مع والده
إلى سينغافورة، وبعد عدة سنوات في سنغافورة، واصل رحلتهما لأداء فريضة الحج، وتوفي
والده في مكة المكرمة، وفي أثناء وجوده في هذه البقة المباركة، استفاد محمد صالح
بأخذ العلوم من كبار العلماء هناك، وإلى جانب خدمة التعليم، ومن تلاميذه الشيخ
الحاج هاشم أشعاري، مؤسس "جمعية نهضة العلماء" في إندونيسيا.
وبعد عودته إلى سيمارنج أسس الشيخ محمد صالح المدرسة الدينية في منطقة دارت Darat، وبها ترجع نسبته، ومن تلاميذته الكبار الشيخ الحاج هاشم أشعاري، مؤسس جمعية "نهضة العلماء"، والشيخ الحاج محفوظ، مؤسس المعهد الديني تيرماس Pondok Pesantren Termas، والشيخ الحاج أحمد دحلان، مؤسس جمعية "محمدية"، والشيخ الحاج إدريس، مؤسس المعهد الديني جامسرين، سولو Pondok Pesantren Jamsaren , Solo، والشيخ الحاج شعبان، عالم الفلق المشهور، ورادين آجين كارتيني RA Kartini، الرائدة في الدفاع حقوق المرأة في إندونيسيا.
أهم مؤلفاته:
1. كتاب مجموعة أشعارية
2. الكافية للعوام
3. كتاب منجيات، وهو
عبارة عن خلاصة كتاب "إحياء علوم الدين" للغزالي.
4. كتاب الحكم
5. كتاب لطائف الطهارة
6. كتاب مناسك الحج
7. كتاب فاسلاتان Kitab Pasalat.
8. ترجمة سبيل العابد
على جوهرة التوحيد
9. مرشد الوجيز
10. منهاج الأتقياء
11. كتاب حديث المعراج
12. كتاب أسرار الصلاة
توفي الشيخ محمد
صالح دارت بسيمارانج في 18 ديجمبر 1903م، عن عمر يناهز 83 سنة.[25]
4. منور خليل: صاحب "تفسير القرآن هداية الرحمن".
5. أحمد حسن باندونج: صاحب التفسير "الفرقان: تفسير القرآن الكريم" (1928م).
6. محمود يونس (1899 – 1982م):
محمود بن يونس بن إينتشك بن محمود، صاحب التفسير "تفسير القرآن" (1935م)، ولد محمود يونس في قرية سونجيانج Sungayang، باتو سانكر Batu Sangkar بمحافظة سومطرة الغربية في يوم السبت 10 فبراير سنة 1899م.
أخذ القرآن الكريم عن جده الشيخ محمود وهو ابن في السابع من عمره سنة
1906م، ففي السنة 1917-1923م درس محمود يونس في المدرسة الدينية على يد الأستاذ
الحاج محمد طيب عمر[26].
رحل من بلاد
الإندونيسيا إلى الشرق الأوسط، حيث درس في الأزهر الشريف بالقاهرة سنة 1924م، وأخذ
علم أصول الفقه وعلم التفسير وفقه الحنفي وغير ذلك عن كبار الأئمة في الأزهر
الشريف في وقته، ثم تابع دراسته بالمدرسة دار العلوم بالقاهرة، وحصل على دبلوم
المعلم شعبة علوم التربية سنة 1929م.
ثم عاد إلى قريته سونجيانج، باتو سانكر، وأسس مدرستين إسلاميتين هناك سنة 1931م، وهما: الجامعة الإسلامية ب سونجيانج Sungayang، والمدرسة الإسلامية ببادانج Padang، وفي هاتين المدرستين يتبع محمود يونس المناهج التي طبقتها دار العلوم بالقاهرة، وهي المدرسة التي تخرج بها.
وأكبر عمله: "الفرقان: تفسير القرآن الكريم" (1928م)، وقاموس محمود يونس (إندونيسي – عربي).
وحصل محمود يونس الدكتوراه الفخرية من الجامعة الإسلامية الحكومية جاكرتا
سنة 1982م بجهوده على تطور التربية الإسلامية في إندونيسيا طوال حياته. وتوفي –
رحمه الله – سنة 1982م.
7. حسبي الصديقي (ت 1975م):
صاحب تفسيري "النور والبيان"، فتفسير النور أول تفسير صدر في إندونيسيا عام 1952م، وكان الرائد الأول في المكتبات الوطنية، وإن كان قد انتشرت مؤخرا التفاسير القرآن الكريم أخرى من نوعه إلا أن هذا العمل أخذ إمتيازات خاصة يسهل قارئه بدراسته.
اعتبر
أحد الدعات بأن هذا التفسير سهل في تناوله ليس فقط للمبتدئين بل للدارسين
والمتعمقين في هذا الفن ويجعل الباحثين مصادر مهم في أبحاثهم في ميدان التفسير.
وضع
تفسير القرآن المجيد "النور" السيد تينجكو محمد حسبي الصديقي، المتوفى
سنة 1975م، من سنة 1952م إلى 1961م، وسط انشغاله بمناسب عديدة وهو كان وقتئذ
أستاذا فى إحدى الجامعات الحكومية وعضوا بارزا قي السلطة التشريعية الإندونيسية
إضافة إلى الأنشطة الأخرى التي قام بها حكومية ومحلية. وكانت حياته مليئة بتلك
الأعباء تستبعده أن يكون ملتزما لمتابعة المراحل العلمية اللازمة كعادة الكتاب
المحترفين. لكن عبقريته قدرت على إحضار ليس مجرد ترجمة بل التفسير القرآن القريم
باللغة الإندونيسي بطريقة إملائية أمام كاتبه
الخاصة حتى يكون كتابا تفسيريا جاهزا للطباعة آنذاك.
منهجه
في التفسير:
- ذكر آية أو آيتين أو ثلاث آيات للتوصل إلى مقصد معين حسب ترتيب المصحف.
- ترجمة معانى الآيات إلى اللغة الإندونيسية بطريقة سهلة مع مراعاة المعانى المقصودة فى كل آية.
- تفسير تلك الآيات مع الإشارة إلى استنباطها.
- توضيح الآيات الموجودة في السور الأخرى أو الموضع الذى محل التفسير للآيات المفسرة أو موضوع تفسيرى على نمط واحد لتيسير القارئ جمع تلك الآيات الموضوعة حتى تقدر على تفسير الآيات بنفسها.
- توضيح أسباب نزول الآيات بالأحاديث والآثار الصحيحة لدى المحدثين.
أما
مصادره كما قال المؤلف في صدر تفسيره :
- فى إعداد هذا التفسير أرجع إلى كتب التفسير الأم التى تمسك بها المفسرون سواء كانت مأثورا أو معقولا أو تحليليا، مثل عمدة التفسير عن الحافظ ابن كثير وتفسير المنار وتفسير القاسمى وتفسير المراغى والتفسير الواضح.
- عند تفسيري الآيات: أعرض الآيات التى ستفسر أولا آية أو آيتين أو ثلاث أو أكثر من ذلك، وقد أرجع إلى تفسير المراغى الذى كان يأخذ معظم تفسيره من المنار كالمرجع الأساسى له، وأحيانا أرجع إلى التفسير الواضح، قسمت تلك الآيات إلى عدة مجموعة طبقا للمراغى الذى كان يأخذ تفسيره من المنار والتفاسير الأخر.
- عند ترجمة الآيات إلى اللغة الإندونيسية أرجع إلى تفسير أبو سعود وتفسير الصديقى حسن خان وتفسير القاسمي كمرجع أساسي، فترجمة ألفاظ الآيات، إذن، تنطبق بالتفاسير الثلاثة.
8. حليم حسن: صاحب التفسير "تفسير القرآن الكريم" (1955م).
9. زين الدين حميدي: صاحب التفسير "تفسير القرآن" (1959م)
10. إسكندر إدريس و قاسم بكري: صاحب التفسير "تفسير القرآن الحكيم" (1960م).
11. الشيخ الحاج بشري مصطفى:
صاحب التفسير "الإبريز لمعرفة القرآن العزيز" (1960م)، وهو باللغة الجاوية، ويقع في ثلاثة مجلدات بحوالي 2250 صفحة.
وهذا التفسير أيضا
إنما هو ترجمة أكثر من أن يكون تفسيرا، ولما كانت ترجمة معاني القرآن العزيز تحتاج
بالضرورة إلى قدر معين من التفسير فإن هذه الترجمات تسمى أيضا تفسيرا.
12. أحمد سنوسي بن عبد الرحمن:
لقد اشتهر تفسير
"روضة العرفان فى معرفة القرآن"، الذي ألّفه الشيخ أحمد سانوسى بن عبد
الرحمن سوكابومى الموطن لدى المجتمع السونداوى بجاوا الغربية.
اشتمل هذا التفسير
على ملجدين: المجلد الأول يتضمن تفسير الجزء الأول إلى الجزء الخامس عشر والمجلد
الآخر من الجزء السادس عشر إلى الثلاثين بخط عربي وقراءة سونداوية إضافة إلى
المختصرات فى الحواشي توضيحا للآيات المترجمة لكل صفحة.
أما طريقة إبلاغ
معاني الآيات وزيادة تقسيم المواد فى كل آية ليست فقط لتفريقه من التفسير المستخدم
عادة فى المعاهد أو المجتمع السونداوى لكن يتأثر القراء فى هضمها.
لقد تم خط الآيات مع
وضع ترجمتها تحتها بخط مائل مما اندفع القراء إلى ذكر معاني الآيات فيمكن لهم
النظر إلى استنباط تفسير الآيات فى الحواشي.
بدأ أن هذا التفسير
يوحى من تفسير الجلالين للإمامين جلال الدين السيوطي وجلال الدين المحلي الذي
يعتاد استخدامه في معاهد جاوة، من سورة الفاتحة إلى مابعدها.
أما أسلوب المفردات
الملتصقة بتفسير الجلالين يتأثر لدى الشيخ سانوسي أثناء ترجمته لكل كلمة في جميع
السور. بل إن هذا التفسير اجتذب القراء بأسلوبه الأنيق.
وكانت الحواشى فى كل
صفحة تتضمن المختصرات من الآيات المكتوبة بجانبها مع يبان أسباب نرول الآيات
وعددها وحروفها ثم أزيد بمسائل التوحيد على مذهب الأشعرى والفقه الشافعى، وهذان
مذهبان مشهوران تمسك بهما المجمتع الإندونيسي أنذاك. ومن هنا بدا أن الشيخ له هدف
خاص فى عرض آيات التوحيد والأحكام التي فهمها المجتمع عامة.
العامل الذى جعل هذا
التفسير أعظم مرجعا لدى المجتمع السونداوى هو اشتهار الشيخ أحمد سانوسى مؤسس جمعية
الإتحادية الإسلامية المنضمة لدى اتحاد الأمة الإسلامية سنة 1952م، وكان مشهورا
بمريد الطريقة القديرية التى تمسك بها أغلبية المجتمع قبل أو بعد الاستقلال من
هولاندا بل الشباب أنذاك طلبوا منه أن يعلّمهم التحصين المستنبط من كتاب مناقب عبد
القادير الجيلانى مؤسس الطريقة القاديرية.
بناء على التحاور
بينى وبين المدرسين فى بورواكارتا يرون أن تفسير العرفان يحمل الرسالات والخواطر
المنبثقة من مؤلفه. ولو كان هذا التفسير استخدم بخط عربى سونداوى لكن القراء
قادرون على هضمه بكل يسر وسهولة.
أما أسلوب الجمل فى
هذا التفسير ينطبق للمحادثات اليومية التى تستغنى الجهود عن هضمها، كما أن
المصطلحات المعنوية تنطبق للرموز المعنوية السونداوية مثل كلمة "ذرة"
التي معناها حبة صغيرة متعارف عليها لدى اللغة السونداوية بشيئ أصغر، بناء على ذلك
فإن أسلوب هذا التفسير اتسم بالرموز المعنوية التى تنطبق بالأوضاع المعينة زمانا
ومكانا بل له نقطة الانطلاق الواضحة حتى يستطيع القارئ أن يخرق تلك المعانى.
فإن أحوال التفسير
بدت فى تأليف الشيخ سانوسى إذا قرأنا كل معانى الكلمات التى ترتبط باللغة
السونداوية. فالشيخ قد نجح فى تأليف هذا الزخر لدى المجتمع الظامئ بالوصايا
القرآنية التى ترتبط بأنشطتهم اليومية.
هذا التفسير زخر
عظيم من شخص ملأ حياته بعملية التدريس فى المعهد، فقراءته كتب التفسير العربية
توحى لدى الشيخ لتأليف زخر جعله المفسرون السونداويون نموذجا فى تفسيرهم خاصة
باللغة السونداوية، نتمنى أن يكون المفسرون الإندونيسيون يحذون حذوه فى تأليف كتب
التفسير الجديدة.
13. مصباح بن زين المصطفى:
تفسيره:
"الإكليل لمعاني التنزيل"، وهو يقع في 30 مجلدا بـ: 4800 صفحة باللغة
الجاوية، ويحتوي على قدر كبير من التفسير.
14. العلامة حامكا (1908 – 1988م):
الحاج عبد الملك عبد الكريم أمر الله، المعروف بـ"حامكا". ولد
حامكا في ليلة الإثنين 14 من محرم 1326هـ، الموافق 16 فبراير 1908م، في قرية سونغاي ناتانج Sungai Natang، في مركز مانيجاو Maninjau،[27] التابعة لولاية سومطرة الغربية.
بدأ تعليمه على يدي والده الحاج عبد الكريم أمر الله، الذي كان يعلمه قراءة
الحروف العربية وهو في السادس من عمره، ثم درس قراءة القرآن الكريم على يدي أخته
فاطمة إلى أن أتمه.[28]
ففي السنه 1916م
التحق حامكا بمدرسة القرية الإبتدائية الحكومية صباحا، كما التحق بالمدرسة الدينية
مساء، عرفت المدرسة الدينية حينئذ بالمدرسة العربية.[29]
وسافر حامكا إلى
جزيرة جاوة وتتلمذ هناك على عمر سعيد تشوكرو أمينوتو Cokroaminoto، زعيم حزب
"الشركة الإسلامية"، وتلقى منه محاضرات عن الإسلام والاشتراكية. ومن
محمد سوريو برانوتو Soeryo Pranoto علم الإجتماع، ومن الحاج فخر الدين، زعيم
"المحمدية"، العلم الإسلامية. ومن صهره ـ زوج أخته ـ لأبيه أحمد رشيد
سوتان منصور العلم الإدارية والتنظيمية، هؤلاء الزعماء اقتنع حامكا بأن للإسلام
حيوية، وأنه دين وكفاح ونضال.[30]
وفي السنة 1925م،
عاد إلى بلدته وقد تمرن على الخطاب أمام الجماهير أثناء إقامته في جزيرة جاوة
بالإضافة إلى العلوم السابقة، فباشر الدعوة في بلده، وقام بحملة واسعة للنهضة
الإسلامية. ثم اتجه عنايته إلى الإكثار مطالعة الكتب الدينية والصوفية والأدبية
والفلسفة، كما قرأ "رسالة التوحيد" للإمام عبده، وإحياء علوم الدين
للإمام الغزالي. كما اشترك في مجلات إسلامية صادرة في جاوة أمثال "الهند
الجديدة" التي أصدرها الحاج أغوس سالم[31] Haji Agus Salim، وراية الإسلام التي أصدرها الحاج طبراني. واطلع أيضا على مجلة
"سيروان الأزهر" أي نداء الأزهر الصادرة في مصر، أصدرها الطلبة
الإندونيسيين هناك برئاسة مختار لطفي والحاج إلياس يعقوب. استطاع حامكا من خلالها
متابعة الأحداث وحركات الإصلاح والتجديد في العالم الإسلام، التي تركت أثرا بالغا
في نفسه.[32]
ولن يكتفي حامكا
الدراسة داخل أرض الوطن، فسافر لأول مرة إلى الديار المقدسة بمكة المكرمة، وذلك في
يناير 1927م، وهو في سنه التاسع عشر، واختار العمل في مكتبة الشيخ عبد الحميد
الكردي بمكة لبضعة أشهر، حينئذ أتيحت له منها فرصة ذهبية للإطلاع على صفحات الكتب
الدينية والأدبية والسياسية، خاصة المؤلفات أعلام مصر أمثال، الدكتور طه حسين[33]، ومصطفى لطفي
المنفلوطي، ومصطفى صادق الرفاعي، وحافظ إبراهيم[34]، وأحمد شوقي[35]، وخليل مطران،
ومحمد حسين هيكل، وزكي مبارك وغيرهم،
فأعمال هؤلاء قد أسهمت في ثقافة حامكا إسهاما عظيما.[36]
ومن محنته الخزينة
والأليمة لحامكا كان في الثاني عشر من شهر رمضان المبارك سنة 1383هـ، الموافق
بالسابع والعشرين من يناير سنة 1964م، اعتقل حامكا بأيدي الحكام الظلمة، وألقاه
وراء قضبان السجون أيام الرئيس سوكارنو Soekarno، وشاء الله القرير، أن
يقلب الله تلك المحنة الأليمة بمنحة عظيمة ونعمة لا تقدر بالثمن، وفي سجون سوكانر
هذا، يتمكن حامكا من خلالها التفرغ في استكمال تفسيره "تفسير الأزهر"،
وليتمكن بذلك إنجازه أكبر رصيده العلمي ليضيفه إلى المكتبات الإسلامية، وهذا
التفسير هو أكبر إنتاجه العلمي مدى حياته بمجلداتها الثلاثين، ولا يقل كل منها من
ثلاثمائة صحيفة تقريبا. وتفي حامكا سنة 1981م.
15.رادين محمد عدنان: صاحب التفسير باللغة الجاوية «Al-Qur’an Suci Bahasa Jawi»، 1969م.
16. بكري شيهبد: صاحب تفسير "الهدى" (1972م).
17. أسراري أحمد: صاحب التفسير "تفسير القرآن الكريم"
18. بختيار سورين: صاحب التفسير "الذكرى: ترجمة وتفسير القرآن"، ويقع في ستة مجلدات، وهو تفسير باللغة الإندونيسية.
19. حسن.هـ: صاحب التفسير "تفسير القرآن الكريم"
20. زين العارفين: صاحب التفسير "تفسير القرآن".
21. الحاج عمر بكري: صاحب التفسير "تفسير رحمت".
22. يوسف شعيب:صاحب التفسير "عجائب آيات القرآن".
23. الشيخ الحاج عبد المعين يوسف (ت 2004م).
الشيخ الحاج عبد المعين يوسف، مؤسس: "المعهد العروة الوثقى" ببينتيج – رافنج، سولاويسي الجنوبية، ورئيس مجلس العلماء ولاية سولاويسي الجنوبية – سابقا.
وتوفي – رحمه الله –
عام 2004م.
تفسيره:
بدأ تفسيره - وهو
عبارة عن ترجمة وتفسير معاني القرآن الكريم باللغة البوقيسية وبأحرف البوقيسية -
سنة 1985م، وانتهى عمله سنة 1994م.
واستعان في هذا
العمل من الدكتور الحاج عبد الرحيم أرشد، والشيخ الحاج فريد وجدي، والدكتور الحاج
أندي شمس البحري غاليغو.
وراجع هذا التفسير
الشيخ الحاج عبد الرحمن أمبو دالي (1900 – 1996م)، مؤسس المعاهد: "دار الدعوة
والإرشاد"، والشيخ الحاج داود إسماعيل (ت 2007م)، مؤسس المعهد
"اليثرب".
أما كتابته وتحريره
يرجع الفضل للشيخ الحاج حمزة مانجولوانج – رحمه الله.
وخرج هذا التفسير
ب11 مجلدا، كل مجلد ثلاثة أجزاء من القرآن الكريم. وطبع الأول 2000 نسخ.
24. الدكتور محمد قريش شهاب:
ولد في منطقة رابانج
Rappang بسولاويسي الجنوبية في شرقي الإندونيسيا في 16 فبراير سنة 1944م.
وأخذ تعليمه الأولى بأجونج باندانج Ujung Pandang، والثانوية بمالانج Malang، ودرسة أيضا بالمعهد دار الحديث الفقهية بمالانج.
رحل إلى الشرق
الأوسط، والتحق بالقسم الثاني الثانوي بالمعهد الأزهر الشريف بالقاهرة سنة 1958م،
وحصل على الشهادة العالية الليسانس بكلية أصول الدين، شعبة التفسير والحديث
بالجامعة الأزهر سنة 1967م، ثم الدبلوم الدراسات العليا (الماجستير) في نفس
الكلية، وأخذ شهادته سنة 1969م برسالة الموضوع: "الإعجاز التشريعي للقرآن
الكريم".
ثم عاد إلى
إندونيسيا، واشتغل نائب رئيس الجامعة الإسلامية أوجونج باندانج Ujung
Pandang، وعمل عدة دراسات في
أوجونج باندانج منها: "تطبيق التسامح الديني في إندونيسية الشرقية" سنة
1975م، و"مسائل الوقف في سولاويسي الجنوبية" سنة 1978م.
وفي سنة 1980م عاد
محمد قريش شهاب إلى القاهرة، وتابع دراسته في المرحلة الدكتوراه، وحصل على درجة
الدكتوراه من الكلية أصول الدين بالجامعة الأزهر الشريف سنة 1982م، برسالة
الموضوع: "نظم الدرر للبقاعي: تحقيقا ودراسة"، التقدير: الشرف الأولى.
وبعد عودته إلى
إندونيسيا شغل الدكتور محمد قريش شهاب مناسب استراتيجية عدة منها، رئيس مجلس
العلماء (من السنة 1984م)، ورئيس الجامعة الإسلامية الحكومية "شريف هداية
الله" بجاكرتا فترة (1992-1998م). ثم عين وزيرا للشئون الدينية فترة حكومة
الرئيس بحر الدين يوسف حبيبي، سنة (1996-1998م)، ثم سفيرا لجمهورية الإندونيسية
المعتمدة لدى القاهرة جمهورية مصر العربية سنة (1999–2002م). وما يزال يشغل بمناسب
عديدة حتى الآن.
1.
تفسير المنار:
مميزاته وضعفه، أوجونج باندانج 1984م.
2.
فلسفة الحكم
الإسلامي، وزارة الشؤون الدينية – جاكرتا، 1987م.
3.
تفسير سورة الفاتحة،
جاكرتا، 1988م.
4.
تفسير الموضوعي
"أرضية القرآن"، باندونج، 1992م.
5.
تفسير المصباح،
جاكرتا، 2006م.
مراحل التفسير في إندونيسيا و أشهر مفسريها:
أن الأغلبية الساحقة
السكان الإندونيسية مسلمون، إلا أن أكثرهم لا يفهمون لغة القرآن الكريم، ولا
يتكلمون بها، ولعل العمل لترجمة معاني القرآن الكريم وتفسيره من قبل علماء
الإندونيسيين الجادين مساهمة فعالة في حماية عقيدتهم الإسلامية السمحة من كيد
أعدائهم وأعداء الإسلام، وفي الدفاع عن القرآن الكريم بالكشف عن أضاليل المبشرين
والمستشرقين ـ المنشطين في هذه البلد ـ الذين عمدوا إلى ترجمة القرآن الكريم ترجمة
حشوها بعقائد زائغة وتعاليم فاسدة، ليظهروا القرآن لمن لم يفهم منهم لغته ـ وهي
كثيرة جدا ـ في صورة شنيعة تنفروا منه وتصدوا عنه.
تكاثرت ترجمة القرآن
الكريم باللغة الإندونيسية، وتطورت الترجمة إلى إضافة بعض تفسير موجز لبعض ألفاظ
القرآن الكريم، أو أحكامه على الحاشية أو وضعه علامات "بين القوسين
وغيره" من ثنايا تلك الترجمة، وقد كثرت حركات ترجمة معاني القرآن الكريم على
هذه الطريقة، ولاسيما في هذا العصر الحديث، ويمثل التفسير بهذه الطريقة أغلب
التفاسير الموجودة حاليا، ومن ذلك الطابع الموجز يخطو تاريخ التفسير للقرآن الكريم
بإندونيسيا خطوة أخرى إلى التقدم بصدور عدد من التفاسير الشاملة والمتكاملة لشموله
على بيان المراد من الآية، وتاريخ نزولها وأسبابها، وأحكامها وحكمها، وعلاقتها أو
مناسبتها بالآيات الأخرى بالإضافة إلى ترجمة معانيها.
وبصدور التفسير
"تفسير الأمانة" للدكتور محمد قريش شهاب، وهو التفسير الموضوعي، ازدادت
نشاط حركة التفسير بإندونيسيا حيث تكاثرت المؤلفات التفسير في المكتبات
الإندونيسية، وآخر عمل من هذا القبيل تفسير القرآن الكريم المسمى "تفسير
المصباح"، صدر 2005م، للدكتور محمد قريش شهاب.
وعلى ذلك تمر حركة التفسير بإندونيسيا على
أربع مراحل:
1. المرحلة الأولى: الترجمة المعنوية المحضة:
تمثلت هذه المرحلة
الترجمة المعنوية المحضة إلى اللغة الإندونيسية أو اللغات الأخرى المحلية،
كالبوقيسية، والجاوية، والسونداوية، والمادورية ونحوها، ومن أهم كتب التفسير في
هذه المرحلة، نذكرها فيما يلي:
- القرآن الكريم وترجمة معانيها باللغة الإندونيسية: للأستاذ الحاج محمود يونس، سنة 1935م.
- القرآن الكريم وترجمة معانيها باللغة الإندونيسية الواضحة: للأستاذين الجليلين الحاج زين الدين حميدي، وفخر الدين هـ، سنة 1959م.[37]
- تفسير القرآن الكريم: للشيخ عبد المعين يوسف (ت 2004م)، وهو تفسير وترجمة معاني القرآن الكريم باللغة البوقيسية.
من مزايا التفسير في
هذه المرحلة وخصائصها الإيجاز، والوضوح، وخلوه من كثرة الخلافات بالإضافة إلى
سهولة التنقل به، حيث يقع في مجلد واحد في حجم الجيب.
2. المرحلة الثانية: التفسير الموجز:
التفسير الموجز، وهي
عبارة عن الترجمة المعنوية مع إضافة تفسير موجز لبعض ألفاظ القرآن الكريم، وأحكامه
على الحاشية، ووضعه علامات "بين القوسين" من ثنايا الترجمة، يكون هذا
النوع من التفسير أغلب التفاسير بإندونيسيا، بعد صدور التفسير "تفسير
الأمانة" (وهو الرائد التفسير في المرحلة الرابعـة)[38]،
ويكاد يكون مفسر في هذه المرحلة اهتمام خاص به. ومن أهم مؤلفات التفسير في هذه
المرحلة:
- تفسير الفرقان: للحاج أحمد حسن، سنة 1928م، وكان اهتمامه في هذا التفسير الموجز منصبا على مسائل الأحكام إلى جانب بيان معنى الآية.
- القرآن الكريم وترجمة معانيه: أصدرته وزارة الشئون الدينية، سنة 1965م، وكان اهتمامه أكثر ببيان الألفاظ المشتركة، وبيان معنى الآية[39].
- تفسير البيان: للأستاذ الدكتور حسبي الصديقي، سنة 1971م، وهو أيضا مؤلف التفسير "تفسير النور" (1956م)، وكان أكثر اهتمام هذا التفسير بيان معاني مختلفة في آية من القرآن الكريم، وتفسير آية بآية أخرى.
أضرب مثالا للتفسير
في هذه المرحلة، عند تفسير قوله تعالى: ﴿ذَلِكَ الْكِتابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى
لِّلْمُتَّقِينَ[40]﴾، بعد
الترجمة معنى الآية، كان التفسير الموجز في الحاشية ما يلي:
- سمي "القرآن" أيضا بالكتاب بمعنى المكتوب، وهو فيه إشارة إلى الأمر بكتابته.
- التقوى، هي وقاية النفس من عذاب الله، بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، ولا يكفي فيها مجرد الخوف.[41]
ومن مزايا التفسير
وخصائصه في هذه المرحلة، إضافة تفسير موجز لبعض ألفاظ الآية، وأحكامها حسب اهتمام
كل مفسر في هذه المرحلة، وهذا إلى جانب نفس المزايا والخصائص للمرحلة السابقة.
3. المرحلة الثالثة: التفسير الشامل:
التفسير الشامل
للقرآن الكريم بالإضافة إلى ترجمة معانيه، فقد اشتمل التفسير في هذه المرحلة على
جميع المباحث التفسيرية تقريبا، كبيان تاريخ وأسباب نزول الآية، وأحكامها وحكمها،
وعلاقتها أو مناسبتها بالآية الأخرى، وبيان معاني الآية، والأهداف التي ترمي إليها
الآية ونحوها.
ومن أشهر التفاسير
في هذه المرحلة، هي:
1. تفسير
النور:
للأستاذ الدكتور حسبي الصديقي، ألفه سنة 1956م، أي قبل أن وضع تفسيره
"البيان" السالف الذكر، بخمس عشرة سنة، وقد أعده صاحبه معتمدا على منهج
تفسير المراغي، والمنار، والقاسمي، وابن كثير، وأبو السعود، ويعد هذا التفسير أول
تفسير شامل للقرآن الكريم بإندونيسيا على الإطلاق. من الأهداف الرئيسي من وضع هذا
التفسير كما يقول صاحبه، هي:
- وسيلة لفهم محتويات القرآن الكريم وهدايته.
- المساهمة في سد بعض الثغرات في المكتبات الإسلامية بإندونيسيا خاصة.
- إيجاد تفسير شامل مبسط، يمكن به توجيه قارئيه إلى فهم القرآن الكريم وآياته بربط بعضها ببعض، معتمدا على البحوث المعقولة المستنبطة من آراء العلماء السابقين.[42]
2.
تفسير الأزهر: للعلامة
الحاج عبد الملك عبد الكريم أمر الله، ويعتبر هذا التفسير من أحدث التفاسير وأكثره
إقبالا بإندونيسيا، لما فيه من الربط الوثيق بين بيان معاني الآيات والمشكلات
الاجتماعية المعاصرة، ومحاولة صاحبه محاربة بعض الآثار السيئة من التفاسير
المنتشرة والمشخونة بالإسرائيليات أو الأحاديث الموضوعة[43].
4. مرحلة الالرابعة: التفاسير الموضوعي:
ولمزيد من المقارنة
بين تلك التفاسير ببعض الإيضاح، أضرب مثلا تفسير كلمة "خليفة" من قوله
تعالى: ﴿وَإِذْ
قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً[44]﴾، ففي
بعض تلك التفاسير جاء كالتالي:
- في تفسير القرآن "الفرقان"، أن معنى كلمة "الخليفة" هو وكيل الله في الأرض ليتصرف فيها[45].
- وفي القرآن الكريم وترجمة معانيه، للأستاذ محمود يونس، أن معنى كلمة "الخليفة" هو آدم[46].
- لم يأت بيان عن كلمة "الخليفة" تفسير القرآن الكريم وترجمة معانيه، لوزارة الدينية، بل يكتفي بترجمته بالخليفة كما هو الأصل[47].
- وفي تفسير البيان وتفسير النور، للأستاذ حسبي الصديقي، أن للخليفة كلا من هذين التفسيرين ثلاثة معان: قوم يخلف بعضهم بعضا قـرنا بعد قرن وجيلا بعد جيل، وخليفة عن الملائكة في الأرض، وخليفة عن الله في تنفيذ أحكامه في الأرض[48].
- وفي تفسير الأزهر، للعلامة عبد الملك عبد الكريم أمر الله، أن الخليفة يشمل المعاني الآتية:
- خليفة رسول الله في سياسة الدين والدنيا.
- خليفة الله في الأرض لتنفيذ أحكامه وتطبيقها.
- خليفة الناس بعضهم بخلف بعض.
- جميع الناس يخلفون أمما آخرين قبلهم.[49]
- وأما في تفسير الأمانة وتفسير المصباح، للدكتور محمد قريش شهاب، فجاء معنى كلمة "الخليفة": كل من يتولى زمامة الحكم، محلية كانت أو عالمية، كخلافة داود عليه السلام على أرض الفلسطين، أو خلافة آدم عليه السلام على الأرض، كما ساق عليهما القرآن.[50]
مصادر التفسير عند المفسرين الإندونيسيين:
لقد
اعتمد المفسرون الإندونيسيون في إعداد تفاسيرهم بمصادر مختلفة كثيرة من كتب
التفاسير المشهورة، بما فيها التفسير النقلي أو المأثور، والتفسير العقلي أو
بالرأي، وكذلك بعض ألوان التفسير في العصر الحديث، وأتعرف على موقع هؤلاء المفسرين
الأجلاء بالنسبة لها، ومدى تأثيرهم بها بقدر ما أستطيع إليه السبيل...
1. جامع البيان في تفسير القرآن:
لمحمد
بن جرير الطبري، المتوفى سنة 310هـ، وهو أجل التفاسير وأشهرها، ويعتبر الطبري أبا
المفسرين كما يعتبر أبا للتاريخ الإسلامي، وتفسيره من أقوم التفاسير وأعظمها، وهو المرجع
الأول عند المفسرين.
وهذا
الكتاب هو أوثق
وأقدم ما دون في التفسير بالمأثور، أي بما ثبت بالنقل من بيان القرآن بالقرآن، وبما ورد
فيه عن الرسول ، وما روي عن الصحابة والتابعين، كما أنه أهم مصادر التفسير بالرأي
والمعقول، أي بالاجتهاد والاستنباط وإعمال اللغة والعقل، قال النووي[51]:
"أجمعت الأمة على أنه لم يصنف مثل تفسير الطبري"، قال عنه الإمام
السيوطي (ت 911هـ): "وكتابه أجل التفاسير وأعظمها فإنه
يتعرض لتوجيه
الأقوال وترجيح بعضها على بعض، والإعراب والاستنباط فهو يفوق بذلك على تفاسير
الأقدمين.
وقد
حوى ابن جرير جميع تراث التفسير الذي تفرق قبله في كتب صغيرة منذ عصر عبد الله بن
عباس ـ رضي الله عنهما ـ إلى النصف الأول من القرن الثالث الهجري.
وهو
من أعظم التفاسير، ولا يزال عمدة حتى الآن، وهو مشهور باسم تفسير الطبري، وطباعته
كثيرة.
كتاب
مطبوع ومتداول ـ طبعة دار المعارف بمصر ـ تحقيق محمود محمد شاكر وأحمد شاكر، طبعة
مصورة دار المعرفة للطباعة والنشر ـ بيروت.
2. تفسير القرآن العظيم:
تأليف
الإمام ابن كثير (700-774هـ)، وهو من أجل التفسير بالمأثور، وتأتي مرتبة الثانية
بعد تفسير ابن جرير الطبري.
تتأثر
كثير من المفسرين الإندونيسيين بهذا الكتاب، مثل الشيخ حسبي الصديقي، ويقول في
مقدمته: "فى إعداد هذا التفسير أرجع إلى كتب التفسير الأم التى تمسك بها
المفسرون مأثورا كان أو معقولا أو تحليليا، مثل عمدة التفسير عن الحافظ ابن كثير
وتفسير المنار وتفسير القاسمى وتفسير المراغى والتفسير الواضح".
3. تفسير القرطبي:
اسمه
"جامع أحكام القرآن والمبين لما تضمن من السنة وآي القرآن" للإمام أبي
عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر القرطبي المالكي. المتوفى سنة 671هـ.
وممن تأثر بهذا
التفسير الشيخ محمد نووي الجاوي، وقد نقل عنه لا بأس فيه، ومن الأمثلة على ذلك ما
ذكره عند تفسيره لقوله تعالى: ﴿إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ[52]﴾، وبعد
شرح وبيان هذه الآية قال: "قال القرطبي: فخرج موسى ـ عليه السلام ـ ببني
إسرائيل سحرا فترك الطريق إلى الشام على يساره، وتوجه نحو البحر، فكان الرجل من
بني إسرائيل يقول له في نرك الطريق، فيقول: هكذا أمرت. فلما أصبح فرعون وعلم بسري
موسى ببني إسرائيل خرج في أثرهم، وبعث إلى مدائن مصر لتلحقه العساكر.."[53]
ومن المتأثرين كذلك
العلامة حامكا، ويقول في تفسير قوله تعالى ﴿جَاهِدِ الْكُفَّارَ[54]﴾ وبعد
ترجمته وشرح معناه إلى اللغة الإندونيسية، قال: "لقد أوضح القرطبي بأن جهاد
الكفار ليس فقط بالسيف، وإنما كذلك بالموعظة الحسنة والدعوة والإرشاد والدعاء
والمناجاة.."[55]
4. تفسير ابن عطية:
المحرر
والوجيز لابن عطية: يعد من أشهر التفسير بالمأثور فهو جليل الفائدة عظيم النفع،
وكان الباعث على وضع هذا التفسير هو التقرب إلى الله تعالى، والكتاب سهل العبارة،
يورد من التفسير المأثور، ويختار منه في غير إكثار، وينقل عن ابن جرير كثيراً، كما
ينقل عن غيره مع المناقشة، كثير الاستشهاد بالشعر العربي، معنيّ بالشواهد الأدبية،
يحتكم إلى اللغة العربية لدى توجيهه بعض المعاني، كثير الاهتمام بالصناعة النحوية.
وقد تأثروا المفسرين
الإندونيسيين بهذا الكتاب تأثيرا واضحا، ويجعلونه من مقدمة مراجعهم في تفاسيرهم،
وممن أفاد وتعجب من هذا الكتاب الدكتور محمد قريش شهاب من تفسير ابن عطية
"المحرر الوجيز" ونقل عنه كثيـر، ومن مثال ما تيسر لي أن أقدم ـ هنا ـ
تأثير قريش شهاب بابن عيطية، ما نقله عنه حينما يتعرض في تفسيره "تفسير
الأمانة" عن قضية ستر العورة عند المرأة، ما يجب سترها وما يجوز أن تبدي من
جسم المرأة.
يقول
الدكتور محمد قريش شهاب بعد ترجمة وشرح الآية من سورة النور: 31 باللغة
الإندونيسية، وقال: "عالم التفسير الإمام اِبْن عَطِيَّة ـ كما نقل عنه
الإمام القرطبي ـ يرى أو كما قال: ويَظْهَر لِي بِحُكْمِ أَلْفَاظ الْآيَة أَنَّ
الْمَرْأَة مَأْمُورَة بِأَلَّا تُبْدِي وأَنْ تَجْتَهِد فِي الْإِخْفَاء لِكُلِّ
مَا هُوَ زِينَة، ووَقَعَ الِاسْتِثْنَاء فِيمَا يَظْهَر بِحُكْمِ ضَرُورَة
حَرَكَة فِيمَا لَا بُدّ مِنْهُ، أَوْ إِصْلَاح شَأْن ونَحْو ذَلِكَ.."[56]
5. تفسير ابن العربي: للقاضي أبي بكر محمد بن عبد الله المعروف بابن العربي المالكي المتوفى سنة 543هـ.
6. تفسير الجلالين:
تأليف
جلال الدين السيوطي وجلال الدين المحلي، وفيه شيء من التأويل وقد تتبع أخطاءه
الدكتور محمد عبد الرحمن الخميس حفظه الله.
وهذا
التفسير قد يرجع معظم المفسرين الإندونيسيين كعبد الرؤوف الفنصوري سنكل، والشيخ
محمد نووي الجاوي، وأحمد سنوسي بن عبد الرحمن، حيث لو تصفحنا تفسيره "روضة
العرفان فى معرفة القرآن"، ظهر أنه يوحى من تفسير الجلالين للإمامين جلال
الدين السيوطي وجلال الدين المحلي الذي يعتاد استخدامه في معاهد جاوة، من سورة
الفاتحة إلى مابعدها. أما أسلوب المفردات الملتصقة بتفسير الجلالين يتأثر لدى
الشيخ سانوسي أثناء ترجمته لكل كلمة في حميع السور. بل إن هذا التفسير اجتذب
القراء بأسلوبه أنيق.
7. إعراب القرآن: لأبي جعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل ابن النحاس، المتوفى 337هـ، ترجمة تحقيق: زهير غازي زاهد.
8. مفتاح الغيب:
للإمام
فخر الدين أبي عبد الله محمد بن عمر بن حسن بن الطبرستاني الرازي، المتوفى سنة
606هـ.
الكتاب
يقع في 32 جزءا وفهرس، وهو أكبر تفسير بالرأي والمعقول، ويذكر فيه المؤلف مناسبة
السورة مع غيرها، ويذكر المناسبات بين الآيات، ويستطرد في العلوم الكونية، ويتوسع
بها، كما يذكر المسائل الأصولية والنحوية والبلاغية، والاستنباطات العقلية.
ويبين
الرازي في تفسيره معاني القرآن الكريم، وإشاراته، وفيه أبحاث مطولة في شتى العلوم
الإسلامية، كعلم الكلام، وأقوال الفلاسفة والحكماء، ويذكر فيه مذاهب الفقهاء
وأدلتهم في آيات الأحكام، وينتصر لمذهب أهل السنة في العقيدة، ويرد على المعتزلة،
وأقوال الفرق الضالة، ويفند مذاهبهم، كما يرد على الفلاسفة. ويعتبر هذا الكتاب من أجل كتب التفسير
وأعظمها، وأوسعها، وأغزرها مادة.
مطبوع في
ثمانية مجلدات، المطبوعة الخيرية بجمالية مصر، وعلى هامشه أبو السعود، وطبعة أخرى
في ستة عشر مجلدا، طبعة دار الكتب العلمية – طهران.
9. الدر المنثور في التفسير بالمأثور:
المؤلف:
جلال الدين السيوطي: عرف الجلال السيوطي نفسه هذا التفسير، وبين لنا الحامل له على
تأليفه، وذلك بمجموع ما ذكره في آخر كتاب الإتقان له، وما ذكره في مقدمة الدر
المنثور نفسه، فقال في آخر الإتقان: "وقد جمعت كتابا مسندا فيه تفاسير النبي ، فيه بضعة عشر ألف حديث ما بين مرفوع وموقوف، وقد تم ولله الحمد
في أربع مجلدات، وسميته "ترجمان القرآن" اهـ.." [57]
وقال في
مقدمة الدر المنثور: "وبعد، فلما ألفت كتاب ترجمان القرآن ـ وهو التفسير
المسند عن رسول الله ـ وتم بحمد الله في
مجلدات، فكان مما أوردت فيه الآثار بأسانيد الكتب المخرجة منها واردات، رأيت تصور
أكثر الهمم عن تحصيله، ورغبتهم في الاقتصار على متون الأحاديث دون الإسناد
وتطويله، فلخصت منه هذا المختصر، مقتصرا فيه على متن الأثر، مصدرا بالعزو والتخريج
إلى كل كتاب معتبر، وسميته بالدر المنثور في التفسير بالمأثور.." اهـ[58]
ومن
هاتين العبارتين يتبين لنا أن السيوطي اختصر كتابه الدر المنثور من كتابه ترجمان
القرآن، وحذف الأسانيد مخافة الملل، مع عزوه كل رواية إلى الكتاب الذي أخذها منه.
ويقول
السيوطي: "وقد شرعت في تفسير جامع لجميع ما يحتاج إليه من التفاسير المنقولة،
والأقوال المعقولة، والاستنباطات والإشارات، والأعاريب واللغات، ونكت البلاغة
ومحاسن البدائع وغير ذلك، بحيث لا يحتاج معه إلى غيره أصلا، وسميته بمجمع البحرين
ومطلع البدرين، وهو الذي جعلت هذا الكتاب ـ يعني الإتقان ـ مقدمة له.." اهـ[59]
ومن هذه
العبارة يتبين لنا أن كتاب "مجمع البحرين، ومطلع البدرين" يشبه في منهجه
وطريقته ـ إلى حد كبير ـ تفسير ابن جرير الطبري، ولكن لا ندري إذا كان السيوطي قد
أتم هذا التفسير أم لا، ويظهر لنا أنه لا صلة بينه وبين كتاب الدر المنثور، وذلك
لأني استعرضت كتاب الدر المنثور فوجدته لا يتعرض فيه مطلقا لما ذكره من منهجه في
مجمع البحرين ومطلع البدرين، فلا استنباط، ولا إعراب، ولا نكات بلاغية، ولا محسنات
بديعية، ولا شئ مما ذكر أنه سيعرض له في مجمع البحرين ومطلع البدرين، وكل ما فيه
هو سرد الروات عن السلف في التفسير بدون أن يعقب عليها، فلا يعدل ولا يجرح، ولا
يضعف ولا يصحح، فهو كتاب جامع فقط لما يروي عن السلف في التفسير، أخذه السيوطي من
البخاري، ومسلم، والنسائي والترمذي وأحمد، وأبي داود، وابن جرير، وابن أبي حاتم،
وعبد بن حميد، وابن أبي الدنيا، وغيرهم ممن تقدمه ودون التفسير.
والسيوطي
رجل مغرم بالجمع وكثرة الرواية، وهو مع جلالة قدره ومعرفته بالحديث وعلله، لم يتحر
الصحة فيما جمع في هذا التفسير، وإنما خلط فيه بين الصحيح والعليل؛ فالكتاب يحتاج
إلى تصفية حتى يتميز لنا غثه من سمينه، وهو مطبوع في ست مجلدات، ومتداول بين أهل
العلم.
ولا
يفوتنا هنا أن ننبه إلى أن كتاب الدر المنثور، هو الكتاب الوحيد الذي اقتصر على
التفسير المأثور من بين هذه الكتب التي تكلمنا عنها، فلم يخلط بالورايات التي
نقلها شيئا من عمل الرأي كما فعل غيره، وإنما اعتبرنا كل هذه الكتب من كتب التفسير
بالمأثور؛ نظرا لما امتازت به عما عداها من الإكثار في النقل، والاعتماد على
الرواية، وما كان وراء ذلك من محاولات تفسيرية عقلية، أو استطرادات إلى نواح تتصل
بالتفسير، فذلك أمر يكاد يكون ثانويا بالنسبة لما جاء فيها من روايات عن السلف في
التفسير[60].
10. الفتوحات الإلهية:
شرح
وتوضيح على تفسير الجلالين، تأليف سليمان بن عمر العجيلي الشافعي، المعروف بالجمل،
وهو مفسر فقيه، توفي سنة 1204هـ. (عمر رضا كحالة، معجم المؤلفين 4/271).
ومن أبرز
المفسرين الإندونيسيين تأثيرا لهذا الكتاب الشيخ محمد نووي الجاوي، ويقول في مقدمة
تفسيره "مراح لبيب": ".. وأخذته من الفتوحات الإلهية، ومن مفاتيح
الغيب، ومن السراج المنير، ومن تنوير المقباس، ومن تفسير أبي السعود".
11. السراج المنير:
وسمه
الكامل: السراج المنير في الإعانة على معرفة بعض معاني كلام رب الحكيم، للإمام شمس
الدين أحمد الخطيب الشربيني، وقد طبع بدار المعرفة، بيروت.
واعتمد
المفسر الإندونيسي الشيخ محمد نووي الجاوي بهذا الكتاب، حيث يصرح في مقدمة تفسيره:
"... وأخذته من الفتوحات الإلهية، ومن مفاتيح الغيب، ومن السراج المنير، ومن
تنوير المقباس، ومن تفسير أبو السعود".
12. تنوير المقباس:
وهو
تفسير منسوب لابن عباس، جمعه أبو طاهر بن يعقوب الفيروزآبادي، وطبع بمطبعة دار
الفكر، بيروت سنة 1995م. وظهر أثر هذا التفسير في المفسر الإندونيسي الشيخ محمد
نووي الجاوي، حيث ذكره في مقدمة تفسيره كمرجع أساسي لتأليف كتابه...
13. تفسير أبي السعود:
وهو
إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم، للإمام أبي السعود العمادي. وقد تأثر
من هذا التفسير الشيخ حسبي الصديقي، وقال في مقدمته: "عند ترجمة الآيات إلى
اللغة الإندونيسية أرجع إلى تفسير أبو سعود وتفسير الصديقى حسن خان وتفسير القاسمي
كمرجع أساسي، فترجمة ألفاظ الآيات، إذن، تنطبق بالتفاسير الثلاثة.
14.
تفسير المنار:
هذا هو
التفسير الوحيد الجامع بين صحيح المأثور وصريح المعقول، الذي يبين حكم التشريع،
وسنن الله في الانسان، وكون القرآن هداية للبشر في كل زمان ومكان، ويوازن بين
هدايته وما عليه المسلمون في هذا العصر وقد اعرضوا عنها، وما كان عليه سلفهم
المعتصمون بحبلها، مراعى فيه السهولة في التعبير، مجتنبا مزج الكلام باصطلاحات
العلوم والفنون، بحيث يفهمه العامة، ولا يستغنى عنه الخاصة وهذه هي الطريقة التي
جرى عليها في دروسه في الازهر حكيم الاسلام.
15. تفسير الجوهري:
المؤلف:
الشيخ طنطاوي جوهري، الذي كان يؤمن بأن القرآن الكريم لا يفسر إلا بالعلم الحديث، فألف
تفسيراً للقرآن الكريم سماه: "الجواهر في تفسير القرآن الكريم" مزج فيه
الآيات القرآنية بالعجائب الكونية، وأمَّل من تفسيره هذا أن يشرح الله به قلوباً
ويهدي به أمماً وتنقشع به الغشاوة عن أعين عامة المسلمين فيفهموا العلوم الكونية.
يبدأ
طنطاوي جوهري في تفسيره بشرح الألفاظ ثم يتوسع في الفنون العصرية والعلوم الكونية،
وينقل عن التوراة والإنجيل كثيراً، ويردُّ على بعض النصارى والمستشرقين، ويستشهد بكلام بعض علماء الغرب، وكثيراً ما
يضع في تفسيره بعض الصور للنباتات والحيوانات، ومناظر الطبيعة، والتجارب العلمية،
والجداول الإحصائية.
فجاء
تفسيره مزيجاً من علوم الأمم قديماً وحديثاً، وربما وفق بين الآراء الحديثة والأفكار
الدينية.
إن تفسير الجوهري يقال فيه
كما قال الشيخ محمد حسين الذهبي: أنه موسوعة ضربت في كل فن من فنون العلم بسهم
وافر، مما جعل هذا التفسير يوصف بما وصف به تفسير الفخر الرازي فقيل: فيه كل شيء
إلا التفسير، بل هو أحق من تفسير الفخر بهذا الوصف وأولى به.
16. تفسير المراغي:
مؤلفه أحمد
مصطفى المراغي أحد أساتذة كلية دار العلوم، المتوفى سنة1371 هـ/ 1952م، وهو شقيق شيخ الجامع الأزهر محمد مصطفى
المراغي، وقد صدرت
الطبعة
الأولى من هذا التفسير سنة 1365هـ/ 1946م في شركة مكتبة مصطفى البابي الحلبي بالقاهرة،
وأعيدت طباعته في دار أحياء التراث العـربي ببيروت ـ دون تاريخ ـ ويعد تفسيره من
التفاسير الميسرة الهامة ولم تلتفت إليه كثير من الناس.
وقد تأثر
كثير من المفسرين الإندونيسيين بهذا الكتاب، ومن بينهم الشيخ حسبي الصديقي ويقول
في مقدمة تفسيره: "عند تفسيري الآيات: أعرض الآيات التى ستفسر أولا آية أو آيتين
أو ثلاث أو أكثر من ذلك، وقد أرجع إلى تفسير المراغى الذى كان يأخذ معظم تفسيره من
المنار كالمرجع الأساسى له، وأحيانا أرجع إلى التفسير الواضح، قسمت تلك الآيات إلى
عدة مجموعة طبقا للمراغى الذى كان يأخذ تفسيره من المنار والتفاسير الأخر".
17. تفسير القاسمي:
هو تفسير
محاسن التأويل، لمحمد جمال الدين بن محمد سعيد بن قاسم القاسمي الشامي الحسني، ولد
في دمشق في جمادى الأولى سنة 1283هـ وتوفي في دمشق في جمادى الأولى سنة 1332هـ. أي
أنه عاش تسعة
وأربعين
عاماً وما بلغ الخمسين عاماً! بينما بلغت مؤلفاته وأعماله أكثر من مائة كتاب ورسالة. فيالها
من حياة مليئة بالعمل والعلم والجهاد والإصلاح والتأليف والتصنيف.
ابتدأ
القاسمي تفسيره في صدر
شبابه
حيث بدأ في تأليفه في شوال سنة 1316هـ، وهو في الثالثة والثلاثين من عمره، وراجعه
سنة 1329هـ قبل و فاته بثلاث سنوات.
ويقع
تفسيره في سبعة مجلدات كبار، والطبعة القديمة منه تقع في سبعة عشر مجلداً، وعدد
صفحاتهها 6316 صفحة من غير المقدمة، وقد استغرقت المقدمة منها الجزء الأول كاملاً،
بينما استغرقت المقدمة من الطبعة التي أملكها 200 صفحة من القطع الكبير.
وقد سبق
القاسميَّ إلى تفسير
القرآن
في زمنه الشيخ الألوسي في روح البيان ومحمد رشيد رضا وشيخه محمد عبده في تفسير المنار
وطنطاوي جوهري في الجواهر، وفي هذا المحيط المتنوع لكتب التفسير بدأ القاسمي في
تأليف تفسيره.
والحق أن
القاسمي قرأ كثيراً في كتب السابقين، ونقل الكثير في تفسيره، حتى إن كثيراً من الآيات جاء شرحها
معزواً إلى غيره ـ وتلك أمانة ـ دون أن يشترك بتعقيب كاشف، ولكنه تمتع بميزة حسنة،
هي البعد عن مسائل
النحو
والبلاغة، ونظريات الفلسفة والمنطق، مما نجده لدى أمثال الزمخشري والفخر الرازي،
وصحيح أن أي تفسير لا يمكن أن يستغني عن شذور من مسائل النحو والبلاغة والمنطق،
إذا أعوز المقام تلك الشذور، وقد جاء القاسمي بها في مناسبتها الملحَّة، ولكن
الإكثار منها كما في تفسير البحر المحيط للغرناطي، وتفسير الكشاف للزمخشري، ومن
نحا منحاهما تضخم يكاد يكون ورماً، وقد خلص منه تفسير محاسن التأويل.
وقد افتتح التفسير
بمقدمة حافلة، تتحدث في إسهاب عن أمور جوهرية تتعلق بعلم التفسير، إذ تتضمن الحديث عن
معرفة أسباب النزول، والناسخ والمنسوخ، وقصص الأنبياء، وشيوع الإسرائيليات بها، وجريان القرآن على اللسان العربي،
ومعنى التفسير الباطن والتفسير الظاهر، وأيهما أصح وأسلم، والسنة المطهرة ومنزلتها
من تفسير القرآن، والمكي والمدني في كتاب الله، والاعتدال في التفسير بالمأثور
والرأي، وأسرار التكرار في القرآن، والأحرف السبعة التي نزل بها القرآن ومسائل
أخرى غاية في الأهمية. وهي مقدمة جديرة بالدراسة والفهم.
وأحسن
طبعات "محاسن التأويل" تلك التي أشرف عليها الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي ـ رحمه
الله ـ حيث صحح التفسير ورقمه، وخرج آياته وأحاديثه وعلق عليه. وقد صدرت طبعته
الأولى بين عامي 1376-1377هـ من دار إحياء الكتب العربية، ثم تتابعت الطبعات بعد ذلك.
18. تفسير البيضاوي:
تفسير
البيضاوي "أنوار التنزيل وأسرار التأويل"، تفسير كامل للقرآن الكريم،
متوسط الحجم، يجمع بين التفسير والتأويل على مقتضى قواعد اللغة العربية، ويقرر فيه الأدلة على أصول أهل
السنة والمعتزلة. وقد اختصره المؤلف من تفسير الكشاف للزمخشري، مع ترك ما فيه
من اعتزالات، ويتبعه بذكر
حديث
في فضل كل سورة، وما لصاحبها من ثواب، ولكن أكثرها أحاديث موضوعة. كما استمد
البيضاوي تفسيره من "التفسير الكبير للفخر الرازي" ومن تفسير الراغب الأصفهاني
"مفردات القرآن"، وضم له بعض الآثار الواردة عن الصحابة والتابعين،
وأعمل فيه عقله ببعض النكت واللطائف والاستنباطات بأسلوب رائع وعبارة دقيقة.
ويهتم
البيضاوي أحيانا بذكر القراءات، ويعرض للنحو بدون توسع، ويتعرض عند آيات الأحكام لبعض
المسائل الفقهية باختصار، ويميل إلى تأييد مذهبه الشافعي، كما يخوض في مباحث الكون
والطبيعة عند عرض الآيات الكونية متأثرا بالرازي. وهذا التفسير مشهور ومتداول في القديم والحديث، وقرر للتدريس
في كثير من الجامعات والمعاهد الدينية، وله شروح كثيرة جدا، وحواش كبيرة، أشهرها
حاشية شهاب الخفاجي. وقد تأثر بهذا الكتاب رائد المفسرين الإندونيسيين الشيخ عبد
الرؤوف الفنصوري سنكل حتى يقال أن تفسيره "ترجمان المستفيد" أو التفسير
البيضاوي الشريف..
19. تفسير صديقي حسن خان:
لقد تأثر بهذا التفسير الشيخ حسبي الصديقي
وقال في مقدمة تفسيره: "عند ترجمة الآيات إلى اللغة الإندونيسية أرجع إلى
تفسير أبو سعود وتفسير صديقي حسن خان وتفسير القاسمي كمرجع أساسي، فترجمة ألفاظ
الآيات، إذن، تنطبق بالتفاسير الثلاثة"..
[1]. اللغة الأصلية لمعظم
شعوب منطقة جنوب شرقي آسيا، وهي (إندونيسيا، وماليزيا، وسنغافورة، وبروناي دار
السلام، وجنوب تايلند، وتيمور الشرقية – التي انفصلت عن إندونيسيا قبل سنة 1997م، وجزء
من البيلبين).
[2]. سيأتي ترجمتة في حينه.
[3]. رسالة الباحث في دبلوم
الدراسات العليا، الترجمة والمترجمون لمعاني القرآن الكريم، رسالة دبلوم الدراسات
العليا، كلية أصول الدين بجامعة القرويين بتطوان سنة 1999 – 2000م –
المملكة المغربية
[4]. انظر: الدكتور عزي ماردي
أزرا: Jaringan Ulama.
[5]. الدكتور قاسم السامرائي:
الكتاب العربي في إندونيسيا، مطبوعات مكتبة الملك فهد الوطنية، السلسلة الثانية
(22)، سنة 1415هـ/ 1995م، ص: 84.
[6]. يرجع: رحمت مرضى
سوغيارتو، الشيخ النووي الجاوي ومنهجه في تفسيره مراح لبيب المسمى بالتفسير المنير
لمعالم التنزيل، بحث دبلوم الدراسات العليا المعمقة في كلية الآداب والعلوم
الإنسانية، شعبة الدراسات الإسلامية – وحدة الدرس القرآني والعمران البشري، جامعة
المولي إسماعيل – مكناس، سنة 2006م، الإشراف: الأستاذ
الدكتور فريد الأنصاري..
[7]. الحاج رفيع الدين
الرملي: سيرة الشيخ محمد نووي الجاوي ونسبه، تنجرانج، 1399هـ.
[8]. علي زين العابدين: علي
بن الحسين بن علي بن أبي طالب: تقدمت ترجمته.
[9]. محمد باقر بن علي زين
العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب.
[10]. شريف هداية الله: أحد الأولياء التسعة المشهورين، المعروف
بـ"سنن غونونج جاتي" Sunan Gunung Jati،
مؤسس مدينة جاكرتا، عاصمة إندونيسيا.
[11]. لم أتعقد من صحة هذا النقل، لأن عادة الإندونيسيين قد لا يهتمون
بالأنساب كما كان العرب إلا نادرا.
[12]. الحاج رفيع الدين الرملي: المرجع السابق.
[13]. الحاج رفيع الدين الرملي: المرجع نفسه، ص: 3-4.
[14]. المرجع نفسه ، ص: 5.
[15]. المرجع نفسه، ص: 6-7.
[16]. طبع بمصر سنة 1302هـ،
والميمنة سنة 1308هـ،
والجمالية سنة 1329هـ (معجم
المطبوعات العربية والمعرب 2/1882م).
[17]. طبع بمطبعة مصطفى الباب
الحلبي-مصر سنة 1957م،
وأوساها كلوارغا، بسيمارانج، إندونيسيا (د-ت).
[18]. طبع بمطبعة عبد الرزاق -
مصر سنة 1303هـ،
والجمالية سنة 1329هـ (معجم
المطبوعات العربية والمعرب 2/1885م).
[19]. طبع بمطبعة عبد الرزاق -
مصر سنة 1303هـ،
والجمالية سنة 1329هـ (معجم
المطبوعات العربية والمعرب 2/1885م).
[20]. الحديث: أخرجه الترمذي
في سننه، كتاب تفسير القرآن الكريم عن رسول الله ،
باب ما جاء في الذي يفسر القرآن برأيه 5/200، رقم الحديث: 2952، (دار
إحياء التراث، بيروت – دون تاريخ)، وأخرجه أبو داود في سننه، كتاب العلم، باب
الكلام في كتاب الله بغير علم 3/320، رقم الحديث: 3652 (دار
الفكر، بيروت – دون تاريخ)، بلفظ: "في كتاب الله".
[21]. الحديث: أخرجه البيهقي
في سننه الكبرى
5/31،
رقم الحديث: 8085 (دار
الكتب العلمية، بيروت 1991م)، بلفظ: "برأيه أو بما لا يعلم".
[22]. مقدمة التفسير، ص: 1.
[23]. ينظر: (Republika Online, jumat 23 Desember 2005 /dari
berbagai sumber).
[24]. إحدى رموز إندونيسيا، وهي الرائدة الأول لحقوق المرأة في البلاد.
[25]. من مراجع إندونيسية متنوعة.
[26]. محمد طيب عمر: أحد مجدد الإسلام في مينانكباو.
[27]. حامكا، ذكرياتي، جـ1، ص: 7 – 9.
[28]. حامكا، المرجع نفسه، ص: 28.
[29]. حامكا، المرجع نفسه، ص: 317.
[30]. فخري علي، في كتاب ذكرى السبعين سنة لحامكا، ص: 469.
[31]. وزير الخارجية الأسبق.
[32]. حسبي محمد أبو بكر، أدب المنفالوطي القصصي وأثره في الأديب
الإندونيسي حامكا، ص: 78.
[33]. طه بن حسين بن علي بن سلامة
1307-1393ه =1889- 1973م دكتور
وأديب مصري، متأثر بالغرب، له آراء وكلمات كفرية رد عليه بسببها كثير من العلماء
والأدباء، وحكموا بردته.
[34]. حافظ إبراهيم: لقب بشاعر النيل، كان قوي الحافظة راوية سميراً
مرحاً حاضر النكتة جهوري الصوت بديع الإلقاء كريم اليد في بؤسه ورخائه، وفي شعره
إبداع امتاز به عن أكثر أقرانه، وهو أكثر إسلامية من شعر شوقي، وأصفى من الشوائب
الخبيثة التي قلما يسلم منها الشعراء، توفي سنة 1351هـ.
[35]. أحمد بن علي بن أحمد شوقي، يلقب بأمير الشعراء، ولد بالقاهرة 1285هـ جعل من
أعضاء مجلس الشيوخ إلى أن توفي سنة 1351هـ، له ديوان شعر
الشوقيات وغيره.
[36]. محمد السنباطي، في ذكرى السبعين سنة لحامكا، ص: 57.
[37]. جميل سميعا، تطور التفسير بإندونيسيا، ص: 130 – 131.
[38]. انظر المرحلة الرابعة والأخيرة لهذا الموضوع.
[39]. جميل سميعا، المرجع السابق، ص: 130 – 131.
[40]. القرآن الكريم: سورة البقرة: 2.
[41]. انظر: القرآن الكريم وترجمة معانيه، ص: 8.
[42]. الدكتور حسبي الصديقي، تفسير النور، ج1، ص: 4 – 5.
[43]. الحاج عبد الملك عبد الكريم أمر الله، تفسير الأزهر.
[44]. القرآن الكريم: سورة البقرة: 30.
[45]. أحمد حسن، تفسير الفرقان، ص: 10.
[46]. محمود يونس، القرآن الكريم و ترجمة معانيه، ص: 6.
[47]. وزارة الشئون الدينية، القرآن الكريم و ترجمة معانيه، ص: 13.
[48]. حسبي الصديقي، في تفسيريه : البيان، ص: 196،
والنور، ص: 106 – 107.
[49]. العلامة عبد الملك عبد الكريم أمر الله، تفسير الأزهر، ص: 158 – 159.
[50]. الدكتور محمد قريش شهاب، تفسير الأمانة.
[51]. النووي: الإِمام الحافظ شيخ الإسلام محيي الدين أبو زكريا :
تقدمت ترجمته.
[52]. القرآن الكريم: سورة الشعراء: 52.
[53]. الإمام القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، 13/69، و فيه
قال: "وروي أن بني إسرائيل كانوا ستمائة ألف وسبعين ألف، والله أعلم بصحته،
وإنما اللازم من الآية التي يقطع به أن موسى ـ عليه السلام ـ خرج بجمع عظيم من بني
إسرائيل وأن فرعون يتبعه بأضعاف ذلك..اهـ.
[54]. القرآن الكريم: سورة التحريم: 9.
[55]. العلامة حامكا، تفسير الأزهر، جـ18، ص: 379.
[56]. الدكتور محمد قريش شهاب، المرجع نفسه، ص: 176.
[57]. السيوطي، الاتقان في علوم القرآن، جـ2، ص: 183.
[58]. السيوطي، مقدمة الدر المنثور جـ1 ص 2.
[59]. السيوطي، الاتقان في علوم القرآن، جـ2، ص: 190.
[60]. مناع القطان، مباحث في علوم القرآن.
Artikel yang berhubungan:
Karya penulis:
Miliki Bukunya Sekarang! |
Tidak ada komentar:
Posting Komentar