الأرقام في القرآن

الأرقام ودلالاتها في القرآن الكري

الباحث: محمد حتى عبد الفتاح الإندونيسي

المقدمة

الحمد لله الأحد، الذي لم يلد ولم يولد، ماتخذ صاحبة وما كان معه من إله، تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن، وإن من شيئ إلا يسبح بحمده ثناء لا يبلغ حقه ولا يوافي مزيد نعمه، لو حمده خلقه أجمعون كلمات مداد يمده سبعة أبحر لنفدت قبل أن يبلغ ثناء يليق بجلاله وعظيم سلطانه.

وصلي وسلم على خير البرية وسيد الذرية نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

فلقد تضمن القرآن الكريم الكثير من المناحي المعرفية التي نقب فيها الباحثون، وتعرض بيان مراميها الدارسون، وما زال هذا الكتاب المبين نبعا صافيا، ماستنبط منه متدبر إلا خرج بقريحة قراحة ومنهل زلال ينير عقول المتفكرين ويزيد إيمان المتقين.

وكان من مقاصد كل دارس للشرع المطهر أن يكون القرآن الكريم مقصده الأول في تلقي المعرفة والاستنارة بنور العلم، لأنه فيض الإله العظيم وكلام رب العالمين، ومن اتصل إليه بسبب نال منه العجب، وقد توجهت إليه أثناء دراستي أن يكون بحثي لنيل الإجازة العليا في أصول الدين حول القرآن الكريم.

فاخترت مدخلا قل من سلكه، ومجالا ندر من طرقه، ألا وهو الأرقام في القرآن الكريم، إذ لاحظت خلو المكتبة من مؤلف تناول هذا المنحى إستقصاء وبحثا. وسميته: "الأرقام ودلالاتها في القرآن الكريم"، حيث استقصيت فيه جميع الأرقام الصحيحة الواردة في آيات القرآن الكريم.

ولقد حرصت على غزو الأقوال إلى مصادرها، وخاصة آيات القرآن الكريم، وعنيت بترتيب وتنسيق الفصول والمباحث قدر الطاقة.

هذا وأقر بأن هذا البحث لن يخلوا من أخطاء ومؤاخذات، والمرجوا ممن وقف فيه على شيئ من ذلك أن يصححه ويسد خلله. وآمل أن يكون في هذه المحاولة جهد مضاف إلى من سبق ومعينا معينا لمن لحق، والله الموفق لما فيه الصلاح والسداد، والحمد لله رب العالمين.

منهج البحث:

 أما المنهج المتبع في إخراج البحث: الاستقصاء والتصنيف والاستقراء والتنسيق، وأستخلصها فيما يلي:

•  أولا، الاستقصاء: قمت باستقصاء كل الأرقام الصحيحة الواردة في آيات القرآن الكريم، فإذا هي تبلغ ثلاثين أرقاما، وهي: (الواحد – الاثنان – الثلاثة – الأربعة – الخمسة – الستة – السبعة – الثمانية – التسعة – العشرة – الأحد عشر – الاثنا عشر – التسعة عشر – العشرون – الثلاثون – الأربعون – الخمسون – الستون – السبعون – الثمانون – التسعة والتسعون – المائة – المائتان – الثلاثمائة – الألف – الألفان – الثلاثة آلاف – الخمسة آلاف – الخمسون ألف – والمائة ألف). 

• ثانيا، التصنيف: قمت بتصنيف الأرقام الواردة في آيات القرآن الكريم إلى أربع مجموعات حسب خاناتها، وهي: الآحاد والعشرات والمئات والألوف، وأدرجت فئة عشرات الألوف ومئات الألوف في صنف الألوف. 

• ثالثا، الاستقراء: قمت بجمع واستقراء أقوال المفسرين والباحثين حول معاني ودلالات تلك الأرقام من كتب التفاسير أو الأبحاث العلمية ذات الصلة. 

• رابعا، التنسيق: قمت باختيار المادة العلمية المناسبة وتنسيقها، ثم ترتيبها على وفق المجموعات العديدة.

خطة البحث:

هذا قد قسمت البحث إلى أربع فصول يتضمن كل فصل مجموعة من المباحث، كما يلي:

 الفصل الأول، الآحاد: وهو في عشر مباحث:

o     المبحث الأول، رقم الواحد (1):

-        نزل القرآن جملة واحدة

-        أسرة واحدة

-        فطرة واحدة

-        يسقى بماء واحد

-        هلاك قوم ثمود بالصيحة الواحدة

-        أحوال يوم قيام الساعة بالصيحة الواحدة  

o     المبحث الثاني، رقم الإثنين (2):

-        قانون الزوجية في المخلوقات

-        ثاني اثنين إذ هما في الغار

-        الرسولان الاثنان

-        اثنان ذوا عدل

-        أمتنا اثنتيت وأحييتنا اثنتين

o     المبحث الثالث، رقم الثلاثة (3):

-        الظلمات الثلاث

-        ثلاثة عورات لكم

-        العدة ثلاثة أشهر

-        السكوت ثلاثة أيام وليالهن

-        أصحاب الثلاثة الذين خلفوا

-        تمتعوا في داركم ثلاثة أيام

-        وكنتم أزواجا ثلاثة

-        الظل الثلاثي

o     المبحث الرابع، رقم الأربعة (4):

-        موارد الأرض يكفي الخلق

-        التجربة العلمية لإحياء الموتى

-        الأشهر الحرم الأربعة

-        فسيحوا في الأرض أربعة أشهر

-        من شؤوة الأسرة

-        من صفات الدابة 

o     المبحث الخامس، رقم الخمسة (5):

-        الجدال حول أصحاب الكهف

-        فلا تناجوا بالإثم والعدوان

o     المبحث السادس، رقم الستة (6):  

-        مراحل الخلق الستة

o     المبحث السابع، رقم السبعة (7):

-        السبع المثاني والقرآن العظيم

-        السماوات السبع

-        الأبحر السبعة

-        البقرات السبع

-        أبواب النار السبعة

o     المبحث الثامن، رقم الثمانية (8):

-        حملة العرش الثمانية

-        ثمانية حجج

-        ثمانية أزواج من الأنعام

-        هلاك قوم عاد  

o     المبحث التاسع، رقم التسعة (9):

-        المعجزات موسى التسع

-        تسعة رهط

o     المبحث العاشر، فكرة الصفر (0):

 الفصل الثاني، العشرات: وهو في اثنتا عشر بحثا، هي:

o     المبحث الأول، رقم العشرة (10):

-        القرآن يتحدى بعشر سور

-        الليالي العشر

-        العشرة الكاملة

-        مضاعفة الحسنة بعشر

-        إطعام بعشرة مساكين

-        الإتمام بعشر

-        أحوال المجرمين في المحشر

o     المبحث الثاني، رقم الأحد عشر (11):

-        الكواكب الإحدى عشر

o     المبحث الثالث، رقم الإثني عشر (12):

-        السنة في كتاب الله اثنى عشر شهرا

-        اثنتا عشرة عينا لاثنى عشر سبطا

-        النقباء الإثنى عشر

o     المبحث الرابع، رقم التسعة عشر (19):

-        إعجاز الرقم 19 في سورة المدثر

o     المبحث الخامس، رقم العشرين (20):

-        التحريض على القتال

o     المبحث السادس، رقم الثلاثين (30):

-        الحمل والوضع ثلاثين شهرا  

o     المبحث السابع، رقم الأربعين (40):

-        العمر الناضج أربعون سنة

-        موعد لموسى مع ربه

-        تيه بني إسرائيل في الأرض أربعين سنة

o     المبحث الثامن، رقم الخمسين (50):  

-        عمر نوح عليه السلا بعد الطوفان

o     المبحث التاسع، رقم الستين (60):

-        حد الظهار

o     المبحث العاشر، رقم السبعين (70):

-        النخبة السبعون

-        إن تستغفر لهم سبعين مرة

-        سلسلة ذرعها سبعون ذراعا

o     المبحث الأحد عشر، رقم الثمانين (80):

-        ثمانون جلدة حد قذف المحصنات

o     المبحث الاثنى عشر، رقم التسعة والتسعين (99):

-        القاضي داود وقصة الـ99 نعجة

الفصل الثالث، المئات: وهو في ثلاثة مباحث، هي:

o     المبحث الأول، رقم المائة (100):

-        الشاهد العيان لوجود البعث بعد الموت مائة عام

-        مضاعفة مائة حبة

-        مائة جلدة للزاني البكر

o     المبحث الثاني، رقم المائتين (200):

-        التحريض على القتال

o     المبحث الثالث، رقم الثلاثمائة (300):

-        السنة الشمسية والسنة القمرية

الفصل الرابع، الألوف: وهو في خمسة بحثا، هي:

o     المبحث الأول، رقم الألف (1000):

-        ليلة القدر خير من ألف شهر

-        الإمداد بألف من الملائكة في بدر

-        حساب السرعة الكونية

-        رسالة نوح عليه السلام

-        عقدة قصر العمر

o     المبحث الثاني، رقم الألفين (2000):

-        الإمداد بألفين من الملائكة

o     المبحث الثالث، رقمي الثلاثة آلاف والخمسة آلاف (3000 - 5000):

-        الإمداد بثلاثة آلاف ثم خمسة ألف من الملائكة في بدر

o     المبحث الرابع، رقم الخمسين ألف (50.000):

-        طول يوم القيامة بالنسبة إلى زمننا نحن

o     المبحث الخامس، رقم المائة ألف (100.000):

-        الرسول إلى مائة ألف أمة.

خاتمة في ذكر نتائج البحث:

لعل أن أكثر شيئ استفدته من بحثي هو اكتساب منهجية البحث وكيفية التنسيق بين المعلومات عبر مختلف المصادر والمراجع، أما فيما يخص باستنتاجات العامة المتعلقة بالموضوع فأقول أن ما يمكن استنتاجه منه ما يلي:

•  أولا: إن الأرقام الصحيحة الواردة في آيات القرآن الكريم عناصر حاضرة بشكل يلحظها كل قارئ للقرآن الكريم، ومن هذا المنطلق سعى البحث لاستقصاء هذا الحضور ومعرفة معانيها ودلالاتها من كتب التفسير. 

•    ثانيا: إن الأرقام الصحيحة الواردة في آيات القرآن الكريم تتراوحت  بين البسيط والمركب، والساعد والنازل بحيث استوعبت كل الخانات الكبرى حتى مائة ألف (100.000) كما مر سردها في البحث، وأن هذه التفاوت أعطىت خصوبة عالية لدلالات المعاني بحيث ساهمت الأرقام في تجلي صورة المعنى لدى القارئ للقرآن الكريم. 

•  ثالثا: إن المتناولين لقضية الأرقام في القرآن قد تفاوتوا في فهم عمق معاني هذه الأرقام، فمنهم من اشتط في فهمها وحملها ما لا تحتمل، ومنهم من أغفل الكثير من دلالاتها المحتملة، ومنهم من اقتصر على الظاهر. 

• رابعا: إن بعض الأرقام الصحيحة الواردة في آيات القرآنية تكررت ذكرها بشكل ملفت مما ألقت بظلال من التحفز لدى بعض المفسرين لاستجلاء سر تكرر تلك الأرقام بعينها مثل السبع والتسع. 

• خامسا: إن بعض الآيات التي وردت فيها ذكر الأرقام تتعلق بالعقائد مثل وحدانية الله سبحانه وتعالى ومقدار خلق السموات والأرض، ومقدار حملة العرش، ومنها ما تتعلق بالأحكام الفرعية العملية مثل مقدار عدة المطلقة والمتوفى عنها زوجها، ومنها ما تتعلق بأخبار الأمم السابقة مثل عمر دعوة نوح عليه السلام ومقدار إحصائيات أمة يونس عليه السلام، ومنها ما تتعلق بأخبار الغيبة، وهو أحوال يوم القيامة مثل عدد أبواب النار ومقدار طول سلسلة العذاب، وغير ذلك من الموضوعات المتنوعة التي تعرضت البحث. 

•  سادسا: إن بعض الأرقام الصحيحة الواردة في آيات القرآن الكريم تثبت سبق القرآن في المجال العلمي والطبي والهندسة مثل حساب السرعة الضوئية وعدد الشهور السنة، ومقدار الحمل والوضع للأم، وإحكام بناء السماء.  

•  سابعا: لقد حاول البحث من خلال تقول المفسرين أن ستجلي بعض الأبعاد الروحية العميقة التي تجعل عنصر الأرقام في القرآن ذات قيمة دلالية عالية عند المتدبر للقرآن. 

•  ثامنا: لقد أجلى البحث بصورة واضحة أن اختيار الأرقام في القرآن كان مناسبا في المواطن المختلفة التي استعمل فيها، وأن هذه المناسبة الكونية والشرعية والدلالية جزء من بلاغة القرآن الكريم ومعجزاته في نفس الوقت. 

•   تاسعا: أشار البحث إحتمال وجود أسرار أخرى في كثير من المواطن التي ورد فيها الأرقام قد يكتشفها العلم الحديث بتطوره، والأكثر منها علمها عند الله سبحانه وتعالى، وكان المقصود البحث إستجلاء ما هو في متناول قدرات العقل المتدبر، وما وراء ذلك نوكله إلى الله سبحانه وتعالى، وهو عز وجل أعلم بمراده. 

• وأخيرا: أتمنى أن أكون قد وفقت فيما عرضت له، والله ولي التوفيق، والحمد لله رب العالمين.

حرر في تطوان: 5 فبراير 2000م، الموافق: 29 من شوال 1420هـ.

الطالب:

محمد حتى عبدالفتاح الإندونيسي

Artikel yang berhubungan:

1. Mukjizat Angka Dalam al-Qur'an
2. Angka dan Kita
3. Angka dan Kiamat
4. Angka dan ASI
5. Tujuh Langit dan Bumi
6. Keajaiban Angka Dalam al-Qur'an
7. Seorang Muhajir Fakir
8. Karya Akademik Mahasiswa Indonesia di Luar Negeri