الدراسات الإندونيسية في التفسير وعلوم القرآن
منقول من ملتقى أهل التفسير للمشارك: محمد حتى عبد الفتاح الإندونيسي
الحمد الله الذي بنعمته تتم الصالحات,,,, وبعد!
أستكمل إنشاء الله بقية الدراسات الإندونيسية في التفسير وعلوم القرآن، بالمحور التالية وهو التأليف,,,, وأقول:
ثانيا: التأليف:
لا بد من الاعتراف كذلك بأن التأليف في حقل التفسير وعلوم القرآن ضعيف ـ نسبيا ـ في
إندونيسيا، وذلك لقلة المتخصصين، والافتقار إلى المصادر والمراجع والوثائق
الأساسية، وانصراف معظم الباحثين إلى الاهتمام بدراسات فنون مختلفة في الفقه
والحديث والكلام والفلسفة والفكر وإلى جانب اهتمامهم بالقضايا الإجتماعية عموما والقضايا
المجتمع المحلي على وجه الخصوص.
والمؤلفات
الإندونيسية في التفسير وصلت حتى الآن لا يفوق عن مائتي مؤلف فقط كما أحصى ذلك
الباحث نصر الدين بيدان في إحدى دراسته. وهي عبارة عن ترجمة وبعض شروح لمعاني
القرآن الكريم إلى اللغة الإندونيسية والأخرى المحلية، وإنما نقول لنقل المعنى إلى
معنى الآخر تفسيرا فنحسبها مؤلفات في التفسير، ولكن التفسير بمعناه الطبيعي قد لا
وجود في هذا البلد الكبير إلا نادرا ومن هذا القبيل نذكر تفسير مراح لبيد للشيخ محمد نووي البنتاني ثم الإندونيسي.
وكما
أن هذه المؤلفات المذكورة بحكم عددها المتواضعة - للأسف - لم تطبع إلا قليلة منها
كما نراها المتداولة في أسواق الكتب الإندونيسية حاليا.
ولكن
مع هذا ظهرت مؤخرا غيرة جديدة التي تعطي روح التفائل في التأليف بهذا الموضوع
نتيجة لتخصص بعض الباحثين في هذا الحقل من الدراسات، ورجوعهم إلى إندونيسيا بعد
إكمال دراستهم العليا في الخارج.
ويأتي
طليعة هذه المؤلفات ما قدمه الرائد لهذا المجال أحد كبار العلماء في
ولاية آتشي دار السلام ـ المعروف بجناح مكة ـ العالم الكبير الشيخ عبد الرؤوف الفنصوري سنكل
(ت 1693م)، المسمى "ترجمان
المستفيد"، عبارة عن ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الملايوية، في منتصف القرن
السابعة عشر الميلادي، وبرغم
بساطة تلك الترجمة إلا أن صاحبه يعد أول من فتح باب التفسير باللغة الإندونيسية
وصاحب الفضل فيه، مما دفع كثيرا من العلماء فيما بعد إلى الاقتضاء به في هذا العمل
الجليل رغبة منهم في تبليغ معاني القرآن الكريم وإرسال هدايته إلى المسلمين، وغير
المسلمين الذين لا يفهمون العربية، ولا يتكلمون بها.
ففي
بداية القرن الـ14 الهجري ظهرت تفسير جديد ومتميز من نوعه، وهو تفسير مراح لبيد
التفسير المنير لمعالم التنزيل التي انتهى من تأليفه ليلة الأربعاء في 5 من شهر
ربيع الآخر سنة 1305هـ كما قال مؤلفه الشيخ محمد نووي البنتاني في مقدمته.
وقال ـ رحمه الله ـ في سبب تأليف كتابه "التفسير
المنير لمعالم التنزيل": في مقدمة هذا التفسير: "قد أمرني بعض الأعزة
عندي أن أكتب تفسيرا للقرآن المجيد، فترددت في ذلك زمانا طويلا خوفا من الدخول في
قوله
: [مَنْ قَالَ فِيْ
القُرْآنِ بِرَأيِهِ فَأَصَابَ فَقَدْ أَخْطَأَ]، وفي قوله
: [مَنْ قَالَ فِيْ القُرْآنِ بِرَأيِه
فَلْيَتَبَوَّأ مَقْعَدَه مِنَ النَارِ].
فأجبتهم إلى ذلك للإقتداء بالسلف في تدوين
العلم إبقاء على الخلق وليس على فعلي مزيد ولكن لكل زمان تجديد وليكون ذلك عونا لي
وللقاصرين مثلي وأخذته من الفتوحات الإلهية، ومن مفاتيح الغيب، ومن السراج المنير،
ومن تنوير المقباس، ومن تفسير أبي السعود. وسميته مع الموافقة لتاريخه "مراح
لبيد لكشف معنى قرآن مجيد"، وعلى الكريم الفتاح اعتمادي وأليخ تفويضي
واستنادي، والآن أشرع بحسن توفيقه وهو المعين لكل من لجأ به.
وأما المؤلفات التي جاءت بعدها والمتداولة حاليا
في أسواق الإنونيسية أذكرها فيما يلي:
- تفسير فيض الرحمن، للشيخ محمد صالح دارت (1820-1903م)، والمؤلف يعتبر الرائد الأول لتفسير القرآن الكريم باللغة الجاوية بالخط العربي Pegong سنة 1310هـ.
- تفسير القرآن هداية الرحمن، تأليف الأستاذ منور خليل.
- الفرقان: تفسير القرآن الكريم، لمؤلفه الشيخ أحمد حسن باندونج (1928م)، وكان اهتمامه في هذا التفسير الموجز منصبا على مسائل الأحكام إلى جانب بيان معنى الآية.
- تفسير القرآن (1935م)، للشيخ محمود يونس (1899 – 1982م).
- تفسير النور" (1956م)، للشيخ حسبي الصديقي (ت 1975م)، وكان أكثر اهتمام هذا التفسير بيان معاني مختلفة في آية من القرآن الكريم، وتفسير آية بآية أخرى.
- تفسير البيان، للشيخ حسبي الصديقي (ت 1975م)، فتفسير النور أول تفسير صدر في إندونيسيا عام 1952م، وكان رائدا أول في المكتبات الوطنية، وإن كان قد انتشرت مؤخرا التفاسير القرآن الكريم أخرى من نوعه إلا أن هذا العمل أخذ إمتيازات خاصة يسهل قارئه بدراسته.
- تفسير القرآن الكريم (1955م)، للمؤلف الأستاذ حليم حسن.
- تفسير القرآن (1959م)، للمؤلف الأستاذ زين الدين حميدي.
- تفسير القرآن (1959م)، للأستاذ إسكندر إدريس وقاسم بكري.
- القرآن الكريم و ترجمة معانيها باللغة الإندونيسية الواضحة، للأستاذين الجليلين الحاج زين الدين حميدي، وفخر الدين هـ، سنة 1959م.
- الإبريز لمعرفة القرآن (1960م)، للمؤلف الشيخ الحاج بصري مصطفى.
- تفسير روضة العرفان فى معرفة القرآن، ألّفه الشيخ أحمد سانوسى بن عبد الرحمن سوكابومى الموطن، لقد اشتهر هذا التفسير لدى المجتمع السونداوى بجاوا الغربية، اشتمل التفسير على ملجدين: المجلد الأول يتضمن تفسير الجزء الأول إلى الجزء الخامس عشر والمجلد الآخر من الجزء السادس عشر إلى الثلاثين بخط عربي وقراءة سونداوية إضافة إلى المختصرات فى الحواشي توضيحا للآيات المترجمة لكل صفحة. أما طريقة إبلاغ معاني الآيات وزيادة تقسيم المواد فى كل آية ليست فقط لتفريقه من التفسير المستخدم عادة فى المعاهد أو المجتمع السونداوى لكن يتأثر القراء فى هضمها، لقد تم خط الآيات مع وضع ترجمتها تحتها بخط مائل مما اندفع القراء إلى ذكر معاني الآيات فيمكن لهم النظر إلى استنباط تفسير الآيات فى الحواشي. بدأ أن هذا التفسير يوحى من تفسير الجلالين للإمامين جلال الدين السيوطي وجلال الدين المحلي الذي يعتاد استخدامه في معاهد جاوة، من سورة الفاتحة إلى مابعدها. وأما أسلوب المفردات الملتصقة بتفسير الجلالين يتأثر لدى الشيخ سانوسي أثناء ترجمته لكل كلمة في حميع السور. بل إن هذا التفسير اجتذب القراء بأسلوبه أنيق. وكانت الحواشى فى كل صفحة تتضمن المختصرات من الآيات المكتوبة بجانبها مع يبان أسباب نرول الآيات وعددها وحروفها ثم أزيد بمسائل التوحيد على مذهب الأشعرى والفقه الشافعى، وهذان مذهبان مشهوران تمسك بهما المجمتع الإندونيسي أنذاك. ومن هنا بدا أن الشيخ له هدف خاص فى عرض آيات التوحيد والأحكام التي فهمها المجتمع عامة. العامل الذى جعل هذا التفسير أعظم مرجعا لدى المجتمع السونداوى هو اشتهار الشيخ أحمد سانوسى مؤسس جمعية الإتحادية الإسلامية المنضمة لدى اتحاد الأمة الإسلامية سنة 1952م، وكان مشهورا بمريد الطريقة القديرية التى تمسك بها أغلبية المجتمع قبل أو بعد الاستقلال من هولاندا بل الشباب أنذاك طلبوا منه أن يعلّمهم التحصين المستنبط من كتاب مناقب عبد القدير الجيلانى مؤسس الطريقة القديرية. وبناء على التحاور بينى وبين المدرسين فى بورواكارتا يرون أن تفسير العرفان يحمل الرسالات والخواطر المنبثقة من مؤلفه. ولو كان هذا التفسير استخدم بخط عربى سونداوى لكن القراء قادرون على هضمه بكل يسر وسهولة. وأما أسلوب الجمل فى هذا التفسير ينطبق للمحادثات اليومية التى تستغنى الجهود عن هضمها، كما أن المصطلحات المعنوية تنطبق للرموز المعنوية السونداوية مثل كلمة "ذرة" التي معناها حبة صغيرة متعارف عليها لدى اللغة السونداوية بشيئ أصغر، بناء على ذلك فإن أسلوب هذا التفسير اتسم بالرموز المعنوية التى تنطبق بالأوضاع المعينة زمانا ومكانا بل له نقطة الانطلاق الواضحة حتى يستطيع القارئ أن يخرق تلك المعانى. فإن أحوال التفسير بدت فى تأليف الشيخ سانوسى إذا قرأنا كل معانى الكلمات التى ترتبط باللغة السونداوية. فالشيخ قد نجح فى تأليف هذا الزخر لدى المجتمع الظامئ بالوصايا القرآنية التى ترتبط بأنشطتهم اليومية. هذا التفسير زخر عظيم من شخص ملأ حياته بعملية التدريس فى المعهد، فقراءته كتب التفسير العربية توحى لدى الشيخ لتأليف زخر جعله المفسرون السونداويون نموذجا فى تفسيرهم خاصة باللغة السونداوية، نتمنى أن يكون المفسرون الإندونيسيون يحذون حذوه فى تأليف كتب التفسير الجديدة.
- القرآن الكريم وترجمة معانيه، أصدرته وزارة الشئون الدينية الإندونيسية، سنة 1965م، وكان اهتمامه أكثر ببيان الألفاظ المشتركة، وبيان معنى الآية.
- تفسير الأزهر، للمؤلف القدير الشيخ الحاج عبد الملك عبد الكريم أمر الله، المعروف بـ"حامكا" (1908 – 1988م)، وهذا التفسير هو أكبر إنتاج العلامة حامكا العلمي مدى حياته بمجلداتها الثلاثين، ولا يقل كل منها من ثلاثمائة صحيفة تقريبا. ويعتبر هذا التفسير من أحدث التفاسير وأكثره إقبالا بإندونيسيا، لما فيه من الربط الوثيق بين بيان معاني الآيات والمشكلات الاجتماعية المعصرة، ومحاولة صاحبه محاربة بعض الآثار السيئة من التفاسير المنتشرة والمشخونة بالإسرائيليات أو الأحاديث الموضوعة.
- التفسير باللغة الجاوية «AlQuran Suci Bahasa Jawi»، 1969م، للمؤلف رادين محمد عدنان.
- تفسير الهدى (1972م)، للمؤلف بكري شيهبد.
- تفسير القرآن الكريم، للمؤلف أسراري أحمد.
- ترجمة وتفسير القرآن، للمؤلف بختيار سورين.
- تفسير القرآن الكريم، للمؤلف حسن.هـ.
- تفسير القرآن، للمؤلف زين العارفين.
- تفسير رحمت، للمؤلف الحاج عمر بكري.
- تفسير عجائب آيات القرآن، للمؤلف يوسف شعيب.
- تفسير القرآن الكريم، للشيخ الحاج عبد المعين يوسف (ت 2004م)، وهو تفسير وترجمة معاني القرآن الكريم باللغة البوقيسية.
- تفسير المصباح (2006م)، للمؤلف النشيط الدكتور محمد قريش شهاب.
وهذا،
قد انتهينا بحول الله سبحانه وتعالى جزء آخر من الدراسات الإندونيسية في التفسير
وعلوم القرآن الكريم (قسم التأليف)، ضمن سلسلة دراستنا عن مدارس التفسير
بإندونيسيا، وفي المشاركة التالية – إن شاء الله – سنشرع إلى الدراسات الإندونيسية
الأخرى وهي قسم الترجمة,,,,, ودمتم في أمان الله,,,,,
وإلى
اللقاء التالية بحول الله سبحانه وتعالى وقوته,,,,
Ikuti Selanjutnya Secara Berseri di: TAFSIR NET. Terima Kasih!
المقالات ذات الصلة بالموضوع:
- بطاقة الباحث
- الرسائل الجامعية للطلبة الإندونيسيين
- مدارس التفسير بإندونيسيا وأهم أعلامها
- الدراسات الإندونيسية في التفسير (الرسائل الجامعية)
Tidak ada komentar:
Posting Komentar